يشغل كمال بنونة مند سنة 2008 منصب المدير الجهوي للفلاحة بجهة تادلة أزيلال و مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة. وكان قبل ذلك قد اكتسب خبرة في الميدان، حيث التحق بعد حصوله على شهادة مهندس عام بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة الذي قضى به مدة 18 سنة ومنه التحق بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب الذي قضى به 12 سنة. تنقله بين مناطق مختلفة التضاريس والمعطيات المناخية ساعده على التأقلم مع محيطه، وعلى التموقع في موقع المدافع عن التثمين والجودة وتكثيف الإنتاج، ومن هذا المنطلق حرصنا أثناء تتبعنا لفعاليات المعرض الدولي للماء والري الذي احتضنته بني ملال ما بين 19 و 22 أكتوبر على أن نستمع إلى رأيه بخصوص أهم القضايا التي تهم الشأن الفلاحي بالمنطقة. أهم ما راج في الحوار الذي أجريناه معه نورده في الورقة التالية: { بعد أن اكتسبت خبرة متميزة من خلال المهام التي سبق لكم أن تحملتموها في جهات أخرى من المملكة، هل لكم أن تحددوا لنا أهم المؤهلات الفلاحية المتوفرة بجهة تادلة أزيلال؟ تتميز جهة تادلة أزيلال، التي تبلغ مساحتها الاجمالية 1.712 كيلومتر مربع بتنوع تضاريسها، حيث تتشكل من السهل والدير والجبل، الشيء الذي يمنحها تنوعا كبيرا في المناخ وغنى على مستوى الغطاء النباتي. و يبلغ متوسط التساقطات في السهل 350 ملم، والدير 450 ملم، بينما يمكن ان تصل في الجبل الى 600 ملم. وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة بالجهة ما يفوق 531.000 هكتار ( %31 من المساحة الإجمالية للجهة)، منها 185.000 هكتار مسقية. وتتوفر الجهة على عدة منشآت مائية أهمها سدا بين الويدان (1.243 مليون متر مكعب) و الشهيد أحمد الحنصالي (744 مليون متر مكعب)، واللذان يمكنان من سقي سهل تادلة الذي يضم أزيد من 101.000 هكتار. وبخصوص الزراعات، نجد الحبوب التي تشمل 370.000 هكتار، الزيتون (58.000 هكتار)، الزراعات الكلئية (50.000 هكتار)، الحوامض (15.000 هكتار)، الشمندر (12.000 هكتار)، الخضروات (10.000 هكتار)، ... كما تتوفر الجهة على قطيع مهم من الأغنام ( 1,5مليون رأس) و الماعز (621 ألف رأس) و الأبقار (270 ألف رأس). وتبلغ القيمة الاجمالية للإنتاج الفلاحي على مستوى الجهة ما يفوق 5 ملايير درهم، تمكن من قيمة مضافة تفوق 3 ملايير درهم سنويا. { تحدثتم عن الجوانب الطبيعية وعن أهم الأنشطة بالجهة، ماذا عن مكانة الفلاحة بالنسبة للساكنة وعن أهم الإشكاليات التي يواجهها القطاع الفلاحي بالمنطقة؟ تقدر ساكنة جهة تادلة أزيلال بأزيد من 1.450مليون نسمة ، منها ما يقارب الثلثين مستقرة بالمجال القروي، و هو ما يؤكد الطابع الفلاحي للجهة، ومن هذا المجموع يصل عدد الفلاحين إلى ما يزيد عن 120.000 فلاحا، يتم تأطيرهم من طرف المصالح الإقليمية و الجهوية التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري للتحكم في مختلف وسائل الإنتاج الفلاحي، وعلى الرغم من ذلك، توجد عدة معيقات تعرقل تطور القطاع ومن أهمها: - إشكالية البنية العقارية: حيث أن %80 من الفلاحين تقل مساحة ضيعاتهم عن 5 هكتارات. - العجز الهيكلي الحاصل في الموارد المائية و ضعف مردودية السقي، خاصة داخل الضيعات. - إشكالية التمويل الفلاحي علاقة بالبنية العقارية وأنظمة القروض المعمول بها. - محدودية وضعف بنية الصناعات الفلاحية بالجهة، حيث يتم نقل المنتوجات المحلية إلى جهات أخرى لتثمينها وتصنيعها، مما يضيع قيمة مضافة مهمة على الجهة. { ما دمتم على بينة تامة من مواقع الخلل فما الذي تفعلونه لمواجهتها؟ هنا يأتي دور مخطط المغرب الأخضر والمخطط الفلاحي الجهوي لجهة تادلة أزيلال الذي يروم إزالة هذه العوائق عبر: 1- دعم قطاع الصناعات الفلاحية بالجهة باعتماد مشاريع استثمارية للتجميع على مستوى الدعامة الأولى للمخطط، ستمكن من تثمين وتحويل المنتوجات الفلاحية المحلية داخل الجهة. ومن المنتظر أن يسد المخطط عبر المشاريع المبرمجة، العجز الحاصل في ميدان تثمين المنتجات الفلاحية داخل الجهة من خلال خلق ما يزيد عن 11 وحدة صناعية لمعالجة و تحويل المنتوجات، وكذا الرفع من مستوى التصدير. 2- تثمين مياه الري واستبدال النظام التقليدي الذي يهيمن على 80 % من المساحة المسقية حاليا بتقنيات الري المقتصدة للماء. وللإشارة، فإن البرنامج يشمل ،على مستوى جهة تادلة، تجهيز 88.000 هكتار بأنظمة السقي الموضعي. وتتلخص الحالة الراهنة في ما يلي: * التجهيز الفردي : حيث تم تجهيز ما يفوق 18.000 هكتار. * الشطر الأول للتحويل الجماعي: 10.235 هكتار في طور الإنجاز. * الشطر الثاني للتحويل الجماعي: انجاز دراسة الجدوى الخاصة ب 12.000 هكتار.