دعت فعاليات محلية بمدينة الداخلة يوم الجمعة: 21 أكتوبر 2011 إلى وأد الفتنة و القضاء على مختلف أسباب الخلاف و الفرقة و الشقاق بين مختلف مكونات ساكنة جهة وادي الذهب الكويرة، من خلال لقاء تواصلي جاء محصلة لمبادرة أطلقتها في وقت سابق فعاليات من المجتمع المدني و بعض القوى الحية بالمدينة. وهي المبادرة التي أطلق عليها إسم: «مبادرة وادي الذهب الكويرة للإخاء و التسامح « ، و تندرج في إطار المساعي الحميدة لبعض الغيورين من أبناء الجهة في سبيل وأد بذور الفتنة و الشقاق التي نجمت عنها أعمال الشغب و البلطجة و التي عرفتها مدينة الداخلة أيام: 25 و 26 شتنبر المنصرم. اللقاء حضره والي الجهة حميد شبار و الحسن أبو العوان عامل إقليم أوسرد و المامي بوسيف رئيس الجهة و رؤساء المجالس الاقليمية و رؤساء المجلسين البلديين للداخلة و الكويرة،و النواب البرلمانيون و المستشارون، و رؤساء المجالس العلمية لوادي الذهب و أوسرد، و شخصيات مدنية و عسكرية ، و الأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية و فعاليات شبابية و نسوية. و قد استهل هذا اللقاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين إمام و خطيب مسجد الدرهم عمر الحوات ، ليأخذ بعد ذلك الكلمة محمد سالم بيمين رئيس المجلس العلمي لوادي الذهب و الذي ثمن هذه المبادرة الطيبة و وصف أجواء هذا اللقاء التواصلي بالربانية، لما فيها من الأجر و الثواب بسبب الدعوة إلى إصلاح ذات البين بين الاخوة و بني العمومة و القضاء على أسباب الشقاق و الخلاف بين المسلمين . بعد ذلك تناول الكلمة والي الجهة الذي ذكر الحاضرين بأن هذا العمل هو نتيجة لمجهودات سابقة و يندرج في إطار الدعوة إلى المعروف و النهي عن المنكر ، و أن الدولة عازمة على تطبيق و سيادة القانون و الضرب بيد من حديد على يد كل متلاعب بأمن و سلامة و استقرار المواطنين ، و هو المطلب الذي سبق للأعيان و المنتخبين أن طالبوا وزير الداخلية في إجتماع سابق بتوفيره. كما عدد المنجزات التي قامت بها الدولة من جهتها من جل رقي و إزدهار الساكنة ، و هو المعطى الذي يجب أن تتظافر جهود كافة المتدخلين و الفاعلين المحليين كل من موقعه ، من أجل تحصينه من عبث المتربصين و العابثين باستقرار الجهة و أمن مواطنيها، كما ثمن المجهودات التي تقوم بها فعاليات المجتمع المدني بمعية المنتخبين لمد جسور الثقة و السلام والطمأنينة بين مختلف مكونات ساكنة الجهة. بعد ذلك قام الحاضرون بتلاوة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الضحايا الذين سقطوا في هذه الأحداث الأليمة و المؤسفة التي عرفتها هذه المدينة المسالمة. و في نفس السياق و إذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن أطوار هذا اللقاء التواصلي رصد أقوى لحظاته و أصدقها و التي تمثلت في لحظة دخول ممثلي ساكنة مخيمات الوحدة حيث تميزت هذه اللحظات بعفوية المشاعر التي امتزج فيها الفرح و الشوق لرؤية أبناء العمومة ، و كانت مشاعر نابعة من القلب لدى الوافدين والمستقبلين حيث تم تبادل العناق الحار بين الجميع ، و أسر لنا البعض ممن حضروا هذا اللقاء أن هذه مناسبة لصلة الرحم بين أبناء العمومة ، و تمنوا أن تتكرر هاته اللقاءات بمناسبات أخرى ملؤها الفرح و السعادة و الوئام بين الساكنة. و في ختام هذا اللقاء تمت قراءة برقية الولاء المرفوعة للسدة العالية بالله من طرف شيوخ و أعيان و منتخبي و شباب و فعاليات المجتمع المدني بجهة وادي الذهب الكويرة ، و التي تم التعبير فيها عن تجديد روابط البيعة والولاء للعرش العلوي المجيد ، و رفعت أكف الضراعة لله العلي القدير بالدعاء الصالح لجلالة الملك محمد السادس و الأسرة العلوية الشريفة.