علمت «المساء» أن المجلس العلمي لجهة وادي الذهب دخل على خط الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة الداخلة. وأوضح مصدر مطلع أن خطب الجمعة بمختلف مساجد المدينة دعت إلى ضرورة التسامح وتجنب أسباب الفتنة بين سكان المدينة. وجاءت هذه الدعوات على خلفية المبادرة، التي أطلقتها فعاليات سياسية وحقوقية ورسمية أول أمس الأربعاء من أجل المصالحة بين الأطراف، التي تصارعت خلال الأحداث المؤلمة التي عرفتها المدينة وأودت بحياة سبعة ضحايا. وأشار المصدر ذاته إلى أن المبادرة التي أطلق عليها «مبادرة وادي الذهب للإخاء والتسامح» تروم المصالحة بين جميع سكان المدينة. وأكد المصدر ذاته أن المبادرة التي أطلقت يساندها رئيس المجلس العلمي لوادي الذهب، محمد سالم ولد بيمين، الذي استنكر الأحداث الأخيرة التي عرفتها المدينة، واصفا إياها بالمشينة والمؤسفة بغض النظر عن أسبابها، وطالب في الوقت ذاته بالقضاء عليها لتجنب مثل تلك الأحداث. واستند رئيس المجلس العلمي على نصوص قرآنية وأحاديث نبوية من أجل التأكيد على أن القضاء على أسباب الفتنة مسؤولية الجميع، كل من موقعه، وأن الإصلاح بين الناس واجب يقره الدين الإسلامي. وهي المبادرة التي سبق أن تم إطلاقها في وقت سابق من طرف بعض القوى الحية بالجهة من أجل احتواء الانفلات الأمني الذي عرفته هاته الأخيرة نهاية الشهر المنصرم، ومن أجل رأب الصدع ونزع فتيل الفتنة بين بعض مكونات ساكنة الجهة. ومن جانبه، اعتبر حبيب الله الدليمي، والد أحد المعتقلين الذي يقود مبادرة الإخاء والمصالحة، بأن الظرفية غير مناسبة للمحاسبة أو طرح الأسئلة حول من كان وراء الأحداث الأليمة، داعيا إلى المصالحة ودفن الأحداث الأليمة وعدم النبش في خلفياتها وأسبابها لأن الجميع، حسبه، ارتكب الأخطاء، مضيفا أن من مسؤولية الجميع أن ينخرطوا في مسلسل المصالحة الكفيل باندمال الجراح وعودة الأمن والاستقرار إلى المدينة. وطالب المشاركون في اللقاء، الذي احتضنه المركز الثقافي بشارع الولاء، بتنظيم لقاء موسع يضم كافة الفعاليات السياسية والحقوقية العاملة بالجهة من أجل تشكيل لجان عمل لدراسة كافة النقاط الخلافية من أجل إنجاح مبادرة الصلح والإخاء بين الساكنة وبدء علاقة جديدة بين الجميع تقوم على الاحترام المتبادل والإخاء وحسن الجوار. وتأتي المبادرة بعد المبادرة التي أطلقتها فعاليات سياسية وحقوقية لخلق أجواء المصالحة بين معتقلي الأحداث المذكورة داخل السجن. وكانت الفعاليات ذاتها قد التقت في وقت سابق من الأسبوع الجاري بالمعتقلين، الذين أحيلوا على محكمة الاستئناف بالعيون، وطالبتهم بتغليب المصلحة الوطنية ودعتهم إلى المصالحة قبل انطلاق محاكمتهم.