استمرت المواجهات المسلحة بين الطرفين المتصارعين في أحياء المدينة طيلة مساء وليلة الأحد ويوم الاثنين المنصرمَيْن، ولم تنته إلا بتدخل حاسم للجيش في حدود الرابعة صباحا من اليوم الثالث، أي يوم الأربعاء، بعد أن تحركت دوريات أمنية في المناطق «المشتعلة» وقطعت الطرق المؤدية إلى «ساحة المُتنزَّه» و«الوكالة» و«أم التونسي» و«بئر أنزران» وغيرها من الأحياء التي عرفت تبادلا للعنف، إذ تم نصب حواجزَ على الطرق وتفتيش دقيق للسيارات، بحثا عن الأسلحة البيضاء وقنينات الغاز، التي تم استعمالها في «ترهيب» السكان، والتي استُعمِلت، كذلك، في إحراق السيارات والممتلكات العامّة والمنازل تتّفق المجموعتان المتصارعتان من سكان الداخلة على أن الأحداث التي عرفتْها المدينة يومي الأحد والاثنين الماضيين، والتي راح ضحيتَها 8 قتلى بعد مباراة لكرة القدم، كان يمكن ألا تقع لو أن قوات الأمن تدخلت في الوقت المناسب لتطويق المواجهات بين الطرفين. كان ممكنا ألا تحصل أعمال قتل لأشخاصٍ ذنْبُهم الوحيد أنهم حضروا في ساحة المواجهة في المكان الخطأ، كما كان ممكنا ألا يتم تخريب أو إتلاف منشآت عمومية لو أن قوات الأمن تعاملت بالصرامة اللازمة مع المجموعتين المتصارعتين، هذا ما قاله أكثر من مصدر من سكان المدينة ل«المساء». في حدود الساعة السابعة وخمس دقائق من يوم الأربعاء الماضي، حطّت بنا الطائرة القادمة من الدارالبيضاء نحو مطار الداخلة شبه العسكري. ما إن توقفت محرّكاتُها حتى اقترب عنصران من الدرك الملكي من سُلّمها يتفحصان، بدقة، الوجوه القادمة على متن الرحلة. استفسر سائق سيارة الأجرة، الذي كان يقف أمام بوابة المطار، «المساء» عن الوجهة المقصودة قبل السماح بالصعود، إذ لا يستطيع أن يدخل بعض الأحياء التي ما يزال فيها الوضع الأمنيُّ هشّاً بعد الأحداث. كان الوجود الأمني والعسكري في المدينة ملحوظا تلك الليلة من خلال دوريات كانت تجوب وسط المدينة والأحياء المجاورة، لضمان الهدوء ولعدم السماح بتكرر الأحداث الدّامية التي عرفتْها المدينة طيلة يومين متتاليين ولم تنته إلا في وقت مبكّر من اليوم الموالي... كانت سيارات الجيش تحرُس، بشكل مكثّف، النقط الحساسة من المدينة وشكّلت حاجزا أطلق عليه سكان المدينة اسم «الجدار العازل» عند ساحة المُتنزَّه، لمنع سكان أحياء «الوكالة» و«أم التونسي» و«المسجد» و«64 دار» و«السلام» و«الأمل» و»النهضة -بئر أنزران»، التي شهدت الاضطرابات من الوصول إلى الأحياء الأخرى، مخافة تجدُّد المواجهات بين الطرفين المتصارعَيْن. انطلاق شرارة الأحداث تُجمِع جميع المصادر التي التقتْها «المساء» على أن الأحداث التي عرفتها مقابلة كرة القدم التي خاضها فريق «مولودية الداخلة» ضد «شباب المحمدية» كانت النقطة التي أفاضت الكأس، بسبب حالة الاحتقان التي كانت سائدة داخل المدينة منذ أحداث المهرجان السابق. واعتبر مصدر عايَن بداية الأحداث أنّ شرارتَها الأولى انطلقت بسبب شجار بين شاب صحراوي وآخر ممن يُسمَّوْن «أهل الداخل»، في إشارة إلى المغاربة ذوي الأصول الصحراوية، الذين قدِموا إلى المدن الصحراوية سنة 1991، للمشاركة في الاستفتاء، قبل أن يقيموا هناك إلى اليوم. ويحكي المصدر ذاتُه أن تعرض الشاب الصحراوي لاعتداء بالسلاح الأبيض أطلق الشرارة الأولى للأحداث التي تواصلتْ يوميْن، قبل أن يتدخل الجيش لحسمها وإعادة الهدوء إلى المدينة. ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه ساعتيْن بعد المناوشات والصدامات التي تبادل خلالها الطرفان الضرب والحرج بواسطة الحجارة داخل الملعب وفي ساحة المُتنزَّه، تحولت المواجهات صوب الأحياء، بعد وصول «تعزيزات» من الصحراويين بعد سماعهم بما وقع خلال المباراة. وتم «تجييش» الشباب المنتمين إلى حي «أم التونسي»، الذي تقطنه غالبية صحراوية، ضمنهم بعض الانفصاليين المُنْدسّين وانطلقوا بعد أن تسلّحوا بالأسلحة البيضاء والحجارة وسيارات الدفع الرباعي نحو حي «الوكالة» من أجل «الثأر» للشباب الصحراويين، الذين أصيبوا خلال المواجهات التي أعقبت نهاية المباراة. وقام بالأمر ذاتِه أبناء حي «الوكالة»، الذين جيّشوا شبابهم وتسلّحوا بالأسلحة البيضاء والحجارة وقاموا بالهجوم على الأحياء التي يقطنها الصحراويون، ليتحول الوضع إلى ما يشبه ساحة حرب مفتوحة بين الطرفين راح ضحيتَها 8 أشخاص. توالت المواجهات بين الطرفين المتصارعين، فيما ظلت قوات الأمن تراقب الوضع عن بعد. وقال مصدر ل»المساء» إن قوات الأمن تلكّأت في التّدخل لتفادي الاصطدام مع بعض الانفصاليين، الذين «يتصيّدون» مثل هذه الفرص لاستغلالها إعلاميا ضد المغرب. وأشار مصدرُنا، أيضا، إلى أن البعض من هؤلاء الانفصاليين تكتّلوا في شكل عصابات مُسلَّحة مُدرَّبة على القتل وتخريب الممتلكات العامة والخاصة تحت مبرر الانتقام الذي يُحرّكه وازع عنصري ضيّق تجاوز الاعتبارات الإنسانية والدينية والانتماء إلى الوطن الواحد. الجيش يحسم المواجهات استمرت المواجهات المسلحة بين الطرفين المتصارعين في الأحياء المذكورة طيلة مساء وليلة الأحد ويوم الاثنين المنصرمَيْن، ولم تنته إلا بتدخل حاسم للجيش في حدود الرابعة صباحا من اليوم الثالث، أي يوم الأربعاء، بعد أن تحركت دوريات أمنية في المناطق «المشتعلة» وقطعت الطرق المؤدية إلى «ساحة المُتنزَّه» و«الوكالة» و«أم التونسي» و«بئر أنزران» وغيرها من الأحياء التي عرفت تبادلا للعنف، إذ تم نصب حواجزَ على الطرق وتفتيش دقيق للسيارات، بحثا عن الأسلحة البيضاء وقنينات الغاز، التي تم استعمالها في «ترهيب» السكان، والتي استُعمِلت، كذلك، في إحراق السيارات والممتلكات العامّة والمنازل. وقد مُنِع سكان الأحياء المتصارعة من الوصول إلى المواقع التي يقصدونها، وتم إغلاق الطرق الفرعية المؤدية إليها وتم نصب حواجزَ أمنية ثابتة من طرف عناصر القوات المُسلَّحة، التي حسمت الموقف وأعادت الاستقرار إلى المدينة بعد أزيد من 24 ساعة من المواجهات الدامية، التي لم ينجح خلالها الأمن في إعادة الهدوء إلى المدينة. وقد تمّ اعتقال المُتّهمين الذين صادفتهم الدوريات في الطرق يحملون أسلحة بيضاء أو موادَّ محظورة. كما صودرت السيارات رباعية الدفع، التي استُعملت في نقل «مليشيات القتل المُنظَّم» إلى الأحياء من أجل التخريب وزرْع الرّعب في نفوس السكان من الطرفين، والتي وجدت قوات الأمن صعوبة كبيرة في تحديد هوية أصحابها، لأنهم قاموا بنزع ألواح ترقيمها، قبل استعمالها في عمليات العنف. خسائر بالجملة من المتوقَّع، حسب مصادر طبية، أن ترتفع حصيلة القتلى خلال اليومين المقبلين، إذ يرقد حاليا شاب يدعى الناجم مويشان في المستشفى بين الحياة والموت، بعد إصابته في هذه الأحداث. ولا تعرف عائلة مويشان، إلى حدود اليوم، ملابسات إصابته ولا الجهة التي تقف خلف الاعتداء عليه. ولأن الوضعية الصحية للضحية مويشان حرِجة جدا، فقد استدعى الأمر نقله إلى مدينة العيون. وقد تلقى مويشان ضربات في الرأس، فيما تؤكد عائلته، استنادا إلى مصادرَ طبية، أن ابنها نُقِل إلى مدينة العيون في حالة حرجة بسبب ثلاث جلطات في الدماغ، مضيفة أن العائلة تُطالِب بفتح تحقيق في الاعتداء الذي تَعرَّض له، لتحديد الجهة التي تقف خلفه. أكثر من هذا، تم العثور على مويشان «مرميّاً» في أحد شوارع المدينة، قبل يتم نقله من طرف دوريات الجيش إلى مستشفى الحسن الثاني. وإلى جانب حالة مويشان، ما تزال أربع حالات أخرى «حرجة» تتلقى العلاج، واحدة في مستشفى الحسن الثاني في الداخلة، فيما الحالات الثلاث الأخرى مُوزَّعة بين المستشفى العسكري للمدينة والمستشفى متعدد التخصصات في مدينة العيون، بعد تعرُّضها لإصابات خطيرة في الرأس والعنق في أحداث العنف، التي أصبح يطالب الجميع بالتحقيق في الملابسات التي تقف خلفها. وإلى جانب الخسائر البشرية التي تبقى الأهمَّ، فقد نتجت عن هذه الأحداث الأليمة، أيضاً، خسائر مادية كبيرة، تمثلت في تخريب مؤسستين بنكيتين في شارع «بّا حنيني»، إحداهُما تابعة ل»التجاري وفا بنك» والثانية ل»البنك المغربي للتجارة الخاجية». وقد تم إحراق أحد محلات بيع الأثاث، غير أن الغريب في الأحداث هو إحراق إحدى مؤسسات التعليم الخاص وأزيد من 42 منزلا، إما اقتُلِعت أبوابُها أو أُحرِقت أو أُتلِفت محتوياتها في الأحياء التي كانت مسرحا لأحداث العنف، فضلا عن عدد كبير من السيارات التي تفاوتت الأضرار التي تعرّضتْ لها بين الإحراق الكامل وتكسير زجاجها فقط.
الأمن.. العملة النادرة رغم الاختلافات التي تظهر على طرفي النزاع حول أسباب هذه الأحداث التي يتّهم كل طرف الآخر بالتسبب فيها، فإن الجميع أصبحوا يعتبرون، بعد الأحداث الدامية التي عرفتها المدينة، أن الأمن هو المطلب الرئيسي، بل إن السكان يطالبون وحدات الجيش والأمن التي ترابط أمام الأحياء التي عرفت الأحداث بالبقاء لوقت أكبر، حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، على اعتبار أن الثقة التي كانت بين الطرفين أصبحت منعدمة بعد سقوط ضحايا من الجانبين، وهو ما اضطر معه عدد من الصحراويين من سكان حي «الوكالة» إلى مغادرة منازلهم، وكذلك بعض السكان غير الصحراويين، غادروا منازلهم التي كانت داخل الأحياء ذات الغالبية الصحراوية، مخافة تعرُّضهم ل«الانتقام». وتتخوف مصادر من الطرفين، ممّن التقتْهم «المساء»، من تجدُّد المواجهات بسبب الوضع الأمني الهشّ عبر استغلال أي حادث بسيط لإعادة سيناريو الأحداث الدامية التي عرفتها المدينة، ولذلك فإنهم يطلبون من السلطات المركزية التدخل من أجل الإشراف على تحقيق نزيه ومحايد يُمكّن من تحديد المسؤولين عن الأحداث الدامية التي عرفتها المدينة والأشخاص المسؤولين عن جرائم القتل التي تمت بدم بارد من الجانبين وتقديمهم إلى العدالة، لتقول فيهم كلمتها، لأن من شأن عدم محاسبتهم، كما وقع خلال أحداث سابقة، أن يُشجّعهم ويشجع آخرين على ارتكاب مزيد من أعمال العنف والقتل والنهب داخل المدينة، يقول محدِّثونا. وتدعو مصادر أخرى إلى ضرورة تحديد مسؤولية الأمن في هذه الأحداث التي شهدتْها المدينة، إضافة إلى ضرورة تحديد مسؤولية انفصاليي البوليساريو في ما وقع من فظاعات. تبادل الاتهامات بعد هدوء الأوضاع داخل المدينة، تبادل طرفا النزاع، اللذان التقتهما «المساء» في أحيائهم، الاتهامات حول ما وقع وتشبث كل طرف بأن «الطرف الآخر» هو المسؤول عن تلك الأحداث. إذ يؤكد الطرف الأول من الصحراويين أنهم كانوا ضحية لهجوم من طرف سكان «حي الوكالة» واضطروا فقط للدفاع عن أنفسهم أمام الهجمات التي استهدفتْهم، سواء داخل الملعب أو خارجه في «ساحة المتنزه» وهو ما جعلهم يطالبون وزير الداخلية، خلال الزيارة التي قام بها للمدينة، بترحيل سكان حي «الوكالة» إلى خارج المدينة. وفي مقابل هذا الموقف، يُصرّ سكان حي «الوكالة» من صحراويِّي الداخل على أن الصحراويين اعتدَوْا عليهم بالضرب واستهدفوا أبناءَهم بالقتل طيلة يومي الأحداث، حيث تم الهجوم على حيهم من طرف «مليشيات» مسلَّحة بالأسلحة البيضاء والسيارات رباعية الدفع، اقتلعت أبواب بيوتهم وأحرقت منازلهم وسياراتهم وممتلكاتهم. كما أنهم يشتكون من «التمييز» الذي يتعرّضون له داخل الإدارات العمومية مقارنة بالمغاربة من أصول صحراوية، الذين يتصرفون معهم بطرق غير لائقة. وإذا كان الطرفان يختلفان في تبادل الاتهامات، فإن بعض الحكماء منهما يتّفقون على ضرورة إعادة الثقة بينهما والعودة إلى الوضع السابق الذي كان يعيش في إطاره سكان المدينة في أمن، بغضّ النظر عن انتماءاتهم القبلية وتوجهاتهم السياسية. أحداث الماضي أجمعت المصادر التي التقتها «المساء» على أن اندلاع الأحداث الدموية التي عرفتها مدينة الداخلة يومي الأحد والاثنين الماضيين تعود إلى أحداث مهرجان المدينة، الذي كان قد نُظِّم في شهر فبراير الماضي، والتي عرفت مقتل شابّيْن من طرف عناصر وُصِفت ب«الانفصالية». وأكدت المصادر ذاتها أن «النار ظلت مشتعلة تحت الرماد» وكان ينقصها مجرّدُ شرارة صغيرة لتعاود الاشتعال من جديد، وهو ما حدث بالضبط، حينما تم الاعتداء على الشاب الصحراوي داخل الملعب يوم الأحد الماضي. وإذا كانت اتهامات سلطات عمالة إقليم وادي الذهب -لكويرة وعناصرَ من المُهرِّبين باستغلال الأحداث لخلق البلبلة داخل المدينة، فإن هؤلاء المُهرِّبين استغلوا الجو المحتقن و«ركبوا» على الأحداث التي نشبت بين مجموعة من القاصرين الذين كانوا يتابعون مباراة كرة القدم، قبل أن تتحول إلى أحداث دامية أوْدتْ بحياة 8 أشخاص، حسب آخر حصيلة. تشييع جثمان في هدوء فضّلت عائلة الضحية ميشان محمد لمين لحبيب، الذي توفي في الأحداث الأليمة لمدينة الداخلة، تشييع جثمانه يوم الجمعة الماضي في مقبرة «التاورطة» بعد صلاة الجمعة، بعيدا عن أضواء الإعلام، وفضلت العائلة مواراة جثمان ابنها الثرى بعيد عن الأضواء حتى لا تستغل أي جهة حالة الاحتقان التي ما زالت مستمرة داخل المدينة من أجل إشعال فتيل المواجهات من جديد. وفي الوقت الذي منحت السلطات الإقليمية الجثمان للعائلة، فضّلت التريث بالنسبة إلى باقي العائلات الأخرى التي سُمِح لها فقط برؤية أبنائها بمستودع الأموات والتعرف عليه في انتظار التشريح الطبي قبل تسليمها الجثامين من أجل دفنها، بعد عودة الهدوء إلى المدينة وانخفاض مستوى الاحتقان بين الأطراف المتصارعة. وعلمت «المساء» أنه سيتم كذلك نقل الضحيّتَيْن من جانب القوات العمومية، واللذين يتحدّر أحدهما من مدينة فاس، إلى المدينتين اللتين تقيم فيها عائلتاهما من أجل دفنهما.
الضحية يونس يحكي أحد أفراد عائلة الضحية يونس، الذي التقته «المساء» في «حي الوكالة»، يوم الجمعة الماضي، أن يونسَ حلّ بالحيّ ضيفاً فقط وليس من سكان المدينة، إذ جاء لزيارة عائلته من أجل البحث عن عمل، فكان قدَرُه أن صادف مجموعة مسلَّحة قتله عناصرُها على الفور وهشّموا جسده، قبل أن يلوذوا بالفرار... ويضيف القريبُ أن الضحية يقطن بمدينة أكادير وجاء لزيارة عمّته، التي تقطن بحي «الوكالة» في الداخلة. وكان أنْ خرج مساء يوم الاثنين، الذي شهد بداية المصادمات المسلحة، وهو لا يدرك خطورة الوضع الذي كانت تعرفه المدينة، مضيفاً أن وفاته كانت صدمة بالنسبة إلى عائلة عمته وعائلته في كل من مدينتيَْ أكاديروالعيون. وتشدد العائلة على ضرورة منحها جثمان ابنها من أجل دفنه، لأن ما وقع قد وقع ولأن «إكرام الميت دفنُه»...
أحمد باباه..الطفل الذي ذبحوه بآلة حادة ودهسوه بسيارة رباعية الدفع الضحية أحمد باباه يحكي محمد باباه، والد الضحية أحمد باباه، بحسرة ما تعرَّض له ابنه من تنكيل قبل قتله. واعتبر باباه، الأب، في لقاء مع «المساء» في منزله في «حي الوكالة»، أن ما وقع لابنه أمر فظيع ولا تقبله الشرائع السماوية ولا الفطرة البشريّة السويّة، فأنْ يتمَّ ذبح الابن بآلة حادة والمرور فوق جسده بسيارة ذات دفع رباعي أمرٌ غيرُ مفهوم ويُوضّح غريزة «حب القتل» التي كانت واضحة لدى المعتدين. وأكد الوالد أن ابنه، الذي يبلغ من العمر 19 سنة، كان يُعيل عائلته، المكونة من ثمانية أفراد، بعد أن غادر مقاعد الدراسة لمساعدة الأسرة، مضيفا أنه لا يحمل أي ضغينة للصحراويين حول ما حدث، لأن كثيرا منهم طيّبُون، رغم وجود أقلية تستهدفهم وتريد ترحيلهم من المدينة بأي ثمن، وهو الأمر الذي يستبعده حتى ولو قُتِل نصف أبنائه، مؤكدا أنه سيبقى وفيّاً لما يعتبره واجبا وطنيا جاء من أجله وسيستمر فيه، رغم جميع الأحداث.