قال بلاغ صادر عن المجلس الجهوي للسياحة بمراكش أنه بالرغم من الظرفية الدولية الصعبة، فإن الاستثمارات السياحية بمراكش استمرت في نموها، حيث إن المشاريع المنجزة في سنة2011 تطلبت مايزيد عن3.5 مليار درهم وعملت على خلق أكثر من5250 منصب شغل مباشر. وأوضح بلاغ المجلس أن المشاريع الفندقية التي انطلق العمل بها أو التي هي في طور الافتتاح سنة2011، عملت على دعم الطاقة الإيوائية لمدينة مراكش بقدرة استقبال إضافية للسياح تناهز5360 سريرا سياحيا، وهو ما يدل حسب لغة البلاغ على الثقة التي يضعها المقاولون والمستثمرون في القطاع السياحي في مستقبل النمو السياحي وآفاقه الواعدة بمدينة مراكش. وتشمل هذه المشاريع قطاع الفنادق، والتنشيط السياحي وتهيئة وتثمين الموروث الثقافي والتاريخي والعمراني لمراكش. وتضم الوحدات المفتتحة خلال السنة الجارية عدة فنادق ذات العلامات السياحية الدولية والوطنية حيث ، حيث بلغ عدد المؤسسات المنجزة سبع وحدات، بينما ينتظر فتح أربع مؤسسات اخرى أواخر سنة2011. وهكذا افتتحت الشركة الفندقية الاستثمارية (kingdom) ذات العلامة (KHI) أول فندق للفصول الأربعة بمراكش بغلاف مالي للاستثمار مجموعه830 مليون درهم وتتضمن هذه الوحدة الفندقية الجديدة141 غرفة وملحقاتها. و ساهم في خلق200 منصب شغل، ويعد فندق "الفصول الأربعة" الفندق السادس والثمانون في سلسلة فنادق هذه الشركة الاستثمارية عبر العالم، وأول فندق لها في شمال إفريقيا. كما افتتح في الأيام القليلة فندق «أدام بارك» الذي ويضم 226 غرفة وملحقاتها، وهو باستثمار مالي بلغ400 مليون درهم، وتولد عنه خلق450 منصب شغل مباشر. وتطلب إنجاز فندق الكولف اعتمادا ماليا استثماريا بمبلغ340 مليون درهم، ويشمل 626 سرير سياحي، ويشغل670 مستخدم. يضاف إليه فندق PULLMAN مراكش SPA الذي يتموقع مقره بقلب منطقة النخيل . و كلف إنجازه200 مليون درهم، بطاقة إيوائية تبلغ 252 غرفة، ويشغل200 منصب شغل. و يوجد إلى جانب هذه الوحدات التي افتتحت خلال نفس الفترة مركب AQUAPARK LE PIKALBATROS الذي يضم 205 غرفة وملحقاتها، مايعادل طاقة إيوائية سريريه تتكون من410 من الأسرة السياحية . و تطلب إنجازه غلافا قدرب200 مليون درهم، وخلق310 منصب شغل، ويتضمن مركب ترفيهي للهوايات التنشيطية المائية AQUAPARK ذي المواصفات والمعايير الدولية ، واعتبر البلاغ أن افتتاح عدد آخر من الفنادق الجميلة ودور الضيافة في سنة2011 يغني عرض الإيواء لمراكش ويعزز قدرتها الاستقبالية والتنافسية، ويتعلق الأمر بفندق فلاح Fellah hôtel Mooi hôtel ،قصرMoyuba ...حيث جاءت هذه المؤسسات لتؤكد موقع المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية بامتياز. وأشار البلاغ إلى مجموعة من المشاريع ذات الطابع الثقافي التي تم إنجازها أو هي قيد الإنجاز خلال سنة2011 ومنها تهيئة ساحة مولاي اليزيد مع تثمين وإعادة القيمة الثقافية والجمالية لمسجدها التاريخي وإنشاء مركز للتأويل والترجمة السياحيين وإعادة تهيئة حديقة عرصة الزنبوع، وإنشاء ممرات للنزهة السياحية والجولات الصحية. يضاف إليها مشروع تهيئة حدائق وأسوار اكدال ومشروع ترميم وتجديد الأسوار التاريخية لمراكش و خلق متحفان جديدان انضافا لإغناء العرض الثقافي لمراكش هما متحف النخيل الذي بادر لإنشائه الفنان عبد الرزاق بنشعبان والذي يضم ثلاث قاعات للعرض معرضا تضم مجموعة من الأعمال فنية المعاصرة تؤرخ للمغامرة الفنية المغربية الحديثة بمختلف أجيالها إضافة إلى حديقة جميلة أعدت بعناية لضمان متعة العين و راحة النفس . ثم المتحف الكبير لمراكش ويتضمن قصرا للفنون وقاعة كبيرة للعروض (افتتاحه سيكون في نهاية2011). وقال بلاغ المجلس الجهوي أن ستة خطوط ربط جوي مباشر، قد دشنت خلال سنة2011 بين مدينة مراكش ومدن بروكسيل، إيندوفن، كوبنهاكن، ستوكهولم، وبورتو، هذه الخطوط الجوية الجديدة تقوي موقع المدينة الحمراء كأول وجهة سياحية بالمملكة المغربية . كما تم فتح عشرة خطوط جوية مباشرة لشركة الطيران Jet 4 you تربط مدينة مراكش في اتجاه دول فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، إيطاليا، مكنت من تعزيز الأسطول الجوي بمراكش بحوالي185.000 مقعد خلال الفترة السياحية مابين2011/2012 . ومن المجالات الجديدة التي اقتحمتها السوق السياحية بمراكش نجد حسب ما يرويه بلاغ المجلس الجهوي مجال السياحة الطبية التي تقوت بافتتاح المصحة الدولية لمراكش التي تطلب إنجازها مبلغ280 مليون درهم . ورغم أن البلاغ لم يشر إلى النقط السوداء التي تشكل عوائق أمام تطور القطاع السياحي بمراكش بوتيرة اسرع إلا أن المهنيين عبروا غير ما مرة عن استيائهم من تباطؤ المصالح الجماعية في معالجة مجموعة من المشاكل التي تؤثر على جاذبية المدينة من بينها معضلة السير و الجولان التي منذ سنوات و كل الفاعلين ينادون أنها مصدر محنة حقيقية لساكنة مراكش وزوارها و لم ينجز بصددها أي تحرك جدي ماعدا بعض الحلول الترقيعية البدائية كتوسيع مقاطع من بعض الطرق أو تقليص حجم الأرصفة وغيرها وكذلك بعض المشاكل المرتبطة بمظاهر الأزمة الاجتماعية كظاهرة التسول والفوضى الملموسة في بعض المناطق ذات الجاذبية السياحية وتدهور وضعية المآثر التاريخية رغم أهميتها و ضعف البرمجة الثقافية ومشكل النقل العمومي وخاصة قطاع سيارات الأجرة وغيرها . ويعول مهنيو السياحة على رفع تحدي استقطاب أسواق سياحية جديدة وتقوية حضور مراكش كوجهة سياحية في الأسواق التقليدية، وخاصة بعد المجهود الذي بذل على مستوى تطوير الطاقة الايوائية التي تجاوزت 49 ألف سرير وتنتظر سنويا ما يناهز ثلاثة آلاف سرير جديد تضيفها الوحدات الجديدة بمختلف أصنافها. ويعتبر المهنيون أنه رغم الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يجتازها العالم، إلا أن تفعيل الأوراش المشار إليها كفيل برفع تنافسية السوق السياحية للمدينة الحمراء وتقوية جاذبيتها لدى السائح وفي مقدمتها معالجة مشكل النقل والسير وكذا تحسين شروط الاستقبال بالمآثر التاريخية و تطوير الخدمات الثقافية التي تقدم بها وخلق أكشاك للمعلومات السياحية الخاصة بالمدينة، وإنشاء مدارات سياحية موضوعاتية، مع تحسين الانسجام الجمالي على المستوى المعماري وتهيئ مجالات خضراء .. ويُظهر بلاغ المجلس الجهوي أن المهنيين أخير قد انتبهوا لأهمية العامل الثقافي في تقوية قدرات مراكش في استقطاب المزيد من السياح وأن الرهان لا ينبغي أن يقف عند حدود الرصيد الثقافي التاريخي فقط و إنما ينبغي تعزيزه بالاستثمار الخاص لخلق مشاريع ثقافية جديدة كما حدث مع المركز الثقافي لكولف أطلس الذي افتتح في الأيام القليلة الماضية والذي جعل شعاره " تحدي الأمية " مقترحا على زواره متاحف حية لما يوجد بالمغرب تحت مياه البحار وفي بطن الصخور والأحجار إضافة إلى متحف لعالم الفضاء يحتوي على تجهيزات متطورة لمراقبة حركة الكواكب والنجوم و كذا مكتبة علمية ومقهى ثقافي وصالات للعرض .. أو مع متحف النخيل وتحف فنون العيش ومتحف القفطان التي سهر الفنان عبد الرزاق بن شعبان على خلقها بمراكش ..