التأم عدد من حاملي الشهادات المعطلين في جمع تأسيسي لتعاونية فلاحية أطلقوا عليها اسم «إسمون الخير» (أصدقاء الخير)، حيث تمت تلاوة القانون الأساسي والمصادقة عليه، ثم انتخاب أعضاء المجلس الإداري للتعاونية، مع حصر قائمة المكتتبين في الرأسمال الأصلي وبيان المدفوع منه، وتعيين مراقب للحسابات إلى جانب تحديد برنامج الاشتغال المراد انجازه قبل الموافقة على القانون الداخلي، ولإشراك باقي المتعاونين في الإطار تم خلق لجان فنية وتفعيلها. وتتجلى أهداف التعاونية المحدثة، وفق تقرير في الموضوع، في الاندماج في الاقتصاد الاجتماعي محليا ووطنيا، والمساهمة في تطوير قطاع إنتاج اللحوم بالمنطقة وسد الخصاص الحاصل فيه، إلى جانب الأهداف الخاصة المتمثلة في إدماج شريحة من الشباب حاملي الشهادات في العمل التعاوني ونسيج الاقتصاد التضامني، وتحسين الوضع المادي وتحقيق العيش الكريم للمتعاونين، ثم في كسب خبرة في قطاع إنتاج اللحوم الحمراء، والسعي للرفع من المردودية وتحسين الجودة. الجمع العام لهذه التعاونية الفلاحية حضره رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات الذي نوه بالمبادرة التي تدخل في إطار التشغيل الذاتي، كما حضره ممثل عن المديرية الإقليمية للفلاحة الذي أكد بدوره على الدور الفعال الذي تضطلع به التعاونيات لإغناء المجال الفلاحي و تأطيره، وعلى التزام المديرية بالمواكبة الفعالة لتمكين الفلاحين الشباب من الاستفادة من برامج الدولة الرامية إلى دعم هذا القطاع. بعده تم انتخاب المجلس الإداري للتعاونية المتكون من 12 عضوا: عبد العزيز بعوي (الرئيس)، رشيد منصوري (نائبه الأول)، حليمة أحساني (نائبه الثاني)، مصطفى بن إشي (أمين المال)، عائشة اسماعيلي علوي (نائبه)، خالد العمراوي (الكاتب العام)، امحمد بوستة (نائبه)، محمد أعفير، عبد الإله أكناناش، حسنية كنوني، فاطمة أبلعوع، وبلحبيب سيدي بن الحسن (المستشارون). وقد حصرت قائمة المكتتبين في 57 مكتتبا، بينما حدد رأسمال التعاونية في 45600,00 درهم، تم تحرير الربع منه، أي 11400,00 درهم، فيما حددت قيمة الحصة في 200 درهم، على أساس أن يمتلك كل متعاون أربع حصص، يدفع الباقي منها بقدر ما تدعو إليه حاجة التعاونية داخل أجل لا يتعدى ثلاث سنوات. وفي ذات السياق، تعتزم التعاونية، حسب تقرير لها، إنجاز مشاريع فلاحية عديدة ترقى بالقطاع الفلاحي وتضمن جودته، اعتمادا على الإمكانيات الخاصة للتعاونية، وكذا الشراكات مع المؤسسات والقطاعات المهتمة والاستفادة من المبادرات والبرامج الفلاحية، منها أساسا برنامج «المغرب الأخضر» و»المبادرة الوطنية للتنمية البشرية»، وفي هذا الإطار أشير في التقرير إلى أن «تعاونية إسمون الخير» هي الإطار القانوني الذي سيحتضن مشروع تسمين العجول الذي تحمله حاليا جمعية إدماج للتنمية. ويعتمد هذا المشروع على مجموعة من المكونات المتوفرة، منها البشري والمادي والتجهيزي والتكويني، فعلى المستوى البشري أكد تقرير التعاونية على انطلاقه في ذلك من «الاقتناع بفلسفة التشغيل الذاتي»، حيث انخرط في هذه العملية 57 شخصا من الشباب حاملي الشهادات (30 ذكورا و27 إناثا)، اعتمد جميعهم على «كفاءاتهم في مختلف التخصصات لإنجاح المشروع وجعله نموذجا يحتدى به محليا ووطنيا»، على حد مضمون تقرير الموضوع الذي لم تفته الإشارة إلى جانب المكون المادي للمشروع برأسمال كفيل بتحريك باقي المكونات، يصل غلافه إلى 2288000,00 درهم مع مراعاة الجانب التشاركي بين المستفيدين (المتعاونين): بمساهمة مبلغ 688000,00 درهم، أي ما نسبته 30 بالمائة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ستساهم بمبلغ 1600000,00 درهم، أي ما نسبته 70 بالمائة، أما جانب المكون التجهيزي فقد وضعت المديرية الإقليمية للفلاحة بخنيفرة رهن إشارة «تعاونية إسمون الخير» مجموعة من الإسطبلات بالمركز الفلاحيC.T بخنيفرة، والمتعاونون بصدد إعدادها لتكون صالحة، وهذه الإسطبلات تتكون من فضاء شاسع لتسمين العجول، ثم مستودع مقسم لقسمين، أحدهما لتخزين الأعلاف والآخر يتكون من مكتب وحمامين ومطبخ وبهو للجلوس وغرفة للحارس. أما الجانب التكويني فيستفيد المتعاونون حاليا من تكوين في مجال تسمين العجول والنباتات العطرية والطبية وزيارة ضيعات فلاحية مختصة، بشراكة مع مجموعة من المتدخلين في الميدان، منها معهد بن خليل التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري.