تواصلت الاحتجاجات في آسفي عقب انتشار خبر وفاة الشاب محمد بودروة الذي فارق الحياة عقب سقوطه من سطح بناية «لانابيك» ، بعد تدخل أمني وصف بالعنيف من طرف ناشطين حقوقيين . شهادات الشباب المنتمين لتنسيقية «السواعد المعطلة» والذين عاينوا وحضروا اقتحام البوليس للبناية الذي كان ينفذ أمرا قضائيا صادرا عن رئيس المحكمة الابتدائية، والقاضي بفك الاعتصام وإخلاء المرفق العمومي، أكدت للجريدة أن التدخل سبقته مناوشات بين بعض الأمنيين، من بينهم رئيس الشرطة القضائية بآسفي الذين حاولوا استفزاز المعتصمين وبعدها -تضيف الشهادات- صعد رجال الأمن بأعداد كبيرة منتصف ليلة الأربعاء الفارطة، وبدأوا في تعنيف أربعة معتصمين كانوا فوق السطح .. ووسط هذا التدافع والعنف المتعمد وجد الضحية نفسه يسقط من أعلى البناية ، ليتم اعتقال البقية والتنكيل بهم داخل سيارات الامن ورميهم في الخلاء ليلا شمال المدينة . فيما نقل بودروة للمستشفى لتلقي العلاجات الأولية، ليفارق الحياة حسب مصدر طبي فجر يوم الخميس . وفي تطور لاحق، أصدرت النيابة العامة في آسفي أمرا بإجراء تشريح طبي لجثة الهالك والقيام ببحث معمق لتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية ، فيما أصدرت ولاية دكالة عبدة بيانا رسميا تتحدث فيه عن تدخل للقوات العمومية التي قامت بمحاولة إخلاء مقر الوكالة المحتل عقب صدور أمر قضائي استعجالي .... وعلى إثر إقدام أحد المعتصمين على سكب سائل محترق مهددا بالانتحار وإضرام النار في جسده وتدخلت أيضا لثني أحد المعتصمين عن إيذاء نفسه وإيذاء الآخرين والذي حاول الهروب فسقط .. تلك كانت الرواية الرسمية التي تحدد أسباب الوفاة في «الانتحار» . مصادر حقوقية التقتها الجريدة عادت لتطرح سؤال التعذيب ومصير الشكايات الموضوعة أمام القضاء والمجلس الوطني لحقوق الانسان ولجان التقصي التي زارت المدينة عقب قمع 29 ماي الذي عرف وفاة ناشط بحركة 20 فبراير ، فيما قال فاعل سياسي ل «الاتحاد الاشتراكي» إن ما يزيد الوضع احتقانا هو عدم محاسبة المسؤولين داخل أجهزة الأمن ومواصلة بعضهم ل «مسؤولياتهم» في تحد صارخ للمطالب التي تلاقي إجماعا واضحا بضرورة رحيل من ثبت في حقه قمع وتعذيب واختطاف المحتجين والناشطين في آسفي . بقي أن نشير الى أن حركة 20 فبراير قادت مسيرة تجاه مقر الأمن الإقليمي سابقا وكان شعارها المركزي، هو المطالبة بمحاسبة والتحقيق ومحاكمة رئيس الشرطة القضائية الذي نال لوحده قسطا كبيرا من الاحتجاجات ورفع اسمه عدة مرات، وهو المسؤول الذي جاء اسمه أيضا في إفادات وشهادات شباب الحركة التي استقتها لجان التقصي في أحداث 29 ماي الماضي، وكان موضوع تقارير حقوقية وإعلامية .