أقدم شاب من ضواحي أجلموس، إقليمخنيفرة، صباح يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2011، على محاولة الانتحار حرقا بطريقة تراجيدية بعد أن صب خمسة لترات من البنزين على كامل جسده، وأضرم في نفسه النار أمام اندهاش الجميع. ولم يتمكن أحد من إخماد لهيب النيران وهي تلتهم كل جزء من جسده، قبل نقله إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة لتلقي ما يمكن من الإسعافات الأولية. وبالنظر لخطورة حالة المعني بالأمر، تم نقله على وجه السرعة نحو مستشفى محمد الخامس بمكناس على أمل إنقاذ حياته من موت محقق، وكان من المقرر نقله إلى مركز معالجة الحروق التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، إلا أن اكتظاظ هذا المركز حال دون ذلك. وإلى ساعة متأخرة من المساء ذاته، ظلت حالة الشاب المحروق في وضعية جد حرجة، وهو يخضع للعناية الطبية المركزة. وتفيد المعطيات المتوفرة لدى "الاتحاد الاشتراكي" أن الشاب، إدريس الرامي، والمزداد عام 1981 بآيت منصور، قد أصيب بحروق بليغة من الدرجة الثالثة على مستوى الرأس والوجه والأطراف الأربعة والأعضاء التناسلية، إلا أنه بقي في كامل وعيه، فيما تضاربت الآراء حول أسباب الفعل الرهيب. ففي حين قالت رواية إنه تم بسبب شجار عائلي حول زواج بفتاة، ذهب رأي آخر إلى أن العملية جرت بعد المناداة على هذه الفتاة، إلا أن مصادر عائلية نفت كل ذلك وشددت على كونها فوجئت بما أقدم عليه ابنها، بينما اكتفى الكثيرون من المنطقة بالتضرع إلى الله لأجل حياة المعني بالأمر. وأمام اختلاف الآراء والأقوال، باشرت السلطات الأمنية تحقيقاتها في ملابسات وخلفيات أسباب الحادث من أجل الكشف عن الدوافع الحقيقية لهذه العملية المروعة التي اهتزت لها أرجاء الإقليم.