في إطار تنفيذ مقررات المجلس الإقليمي الحزبي، الداعي إلى تجديد النخب وتصحيح الوضعية والانفتاح على مواطني الإقليم والتعبئة للانتخابات،نظمت الشبيبة الاتحادية بالإقليم يوما دراسيا لفائدة تلامذة وطلبة الإقليم في موضوع "تقنيات وأساليب التعبئة الانتخابية" بالخزانة البلدية لعين السبع، وبمشاركة 145 شابا وشابة. في البداية رحب محمد الكبريتي عضو مكتب فرع الحي المحمدي للشبيبة الاتحادية الذي ترأس الجلسة إلى جانب مروان راشدي، كاتب فرع الحي المحمدي وخالد مصباح كاتب فرع الصخور السوداء ومحمد الحرك كاتب فرع عين السبع، رحبوا بالحضور معبرين لهم عن سعادة الحزب لاستقبال كل المشاركين وغيرهم الذين لا تستطيع القاعة استيعابهم، حيث وعدوا بأنه سيتم التنسيق معهم من خلال أنشطة أخرى قريبا، كما قدموا برنامج اليوم الدراسي ، متمنين للجميع مشاركة فاعلة. ياسين عابيدي عضو مكتب الشبيبة بعين السبع، قدم برنامج اليوم الدراسي وأفسح المجال لكمال الهشومي عضو المكتب الوطني من أجل تقديم مداخلة في محور "تاريخ ومسار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، وهي المداخلة التي اعتمد من خلالها كمال طريقة تنشيطية تتجاوب مع الجو الشبابي، عن طريق المقاربة التشاركية في جو يطبعه تبادل المعلومات، من خلال مجموعة من المحطات التاريخية التي مر من خلالها الحزب بدءا بسنة 1944 تاريخ التوقيع على وثيقة المطالبة بالاستقلال، وأساسا من خلال التطرق الى المناضلين المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، مرورا بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ووصولا الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع إبراز مختلف المراحل التي ربطت قادة ومناضلي الحزب مع النظام السياسي، بدءا من مرحلة الكفاح من أجل استقلال البلاد وتشكل الحقل السياسي المغربي من خلالإبراز كيف شاركت الحركة الوطنية بقيادة كل من عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة في التفاوض من أجل استقلال المغرب وعودة الملك من المنفى، وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من رحم حزب الاستقلال وما عرفته سنة 1960 من تنظيم الانتخابات البلدية والجماعية التي عرفت نجاح الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالمدن، خاصة المدن الواقعة على الساحل الأطلسي، ثم مرحلة القمع السياسي، وكيف قرر الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مقاطعة الاستفتاء على الدستور لسنة 1962و 1970 ومحاكمة واعتقال قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ومن بينهم عبد الرحمان اليوسفي. كما تطرق كمال الهشومي إلى النضالية الفريدة للشهيد المهدي بنبركة وحادث اختطافه وتصفيته بباريس سنة 1965 ،ونفس المصير الذي كان ينتظر محمد اليازغي وعمر بنجلون حينما تعرضا لمحاولة اغتيال بعدما توصلا بطردين ملغومين سنة 1973، ومحاكمة العديد من مناضلي الحزب أمام المحكمة العسكرية بالقنيطرة، حيث وجهت لهم تهمة المس بالنظام العام، ثم اختيار استراتيجية النضال الديمقراطي لسنة 1975 وتعيين عبد الرحيم بوعبيد كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وثلاثة أيام قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي للشبيبة الاتحادية، تم اغتيال شهيد الشبيبة والصحافة الحزبية والطبقة العمالية عمر بن جلون، ثم محطة الإضراب العام لسنة 1981 على إثر الزيادات الصاروخية في أثمنة المواد الغذائية الأساسية، وقد تلى هذا الإضراب حملة قمع شرسة خاصة بمدينة الدارالبيضاء، كما تم اعتقال العديد من مسؤولي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل وإغلاق المقرات الحزبية والنقابية، وتوقيف صحافة الحزب (المحرر وليبراسيون)، وكيف كان المكتب السياسي للحزب سباقا من خلال بلاغه يعبر فيه عن رفضه قبول المغرب تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء المغربية (وهو القرار الذي تبنته قمة منظمة الوحدة الإفريقية بنيروبي) ، وقد تم على إثر هذا البلاغ اعتقال أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم عبد الرحيم بوعبيد ومحمد اليازغي ومحمد الحبابي، ثم مرحلة تهيئ وتعزيز الحوار والتي تمثلت في مبادرة الحزب سنة 1984 إلى تقديم مذكرة إلى الملك الراحل الحسن الثاني، يعترض فيها على برنامج التقويم الهيكلي الذي فرض على المغرب من طرف صندوق النقد الدولي ومرحلة الانفتاح، إذ أصدر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية "بيان من أجل الديمقراطية"، عبر من خلاله الملك الراحل الحسن الثاني من أجل إقرار توازن بين المؤسسات، وتأسيس الكتلة الديمقراطية من طرف أحزاب : الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب الاستقلال حزب التقدم والاشتراكية منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ثم التجاوب مع مشروع دستور 1996 ومجيء حكومة التناوب برئاسة الأستاذ عبد الر حمان اليوسفي لإنقاذ البلاد من السكتة القلبية، حيث أطنب كمال الهشومي في دواعي التجاوب مع إرادة التوافق من طرف الاتحاد الاشتراكي، موضحا الأهداف والمرامي والتي دارت كلها من أجل إنقاذ البلاد، وهي مهمة أسمى من كل المهمات، ثم محطة المؤتمر الوطني الثامن وبيانه السياسي القوي الذي اعتبر خارطة الطريق من أجل عقلنة العمل السياسي ببلادنا، ومن أجل تثبيت الاختيار الديمقراطي، حيث بادر المؤتمر والقيادة السياسية الى المطالبة بإصلاحات دستورية جوهرية، وتولى الأستاذ عبد الواحد الراضي تقديم مذكرة للإصلاحات الدستورية إلى الملك محمد السادس بعدما رفضت كل الأحزاب المبادرة في هذا الشأن، وهو ما مهد بالتوازي مع الحراك المجتمعي لمشروع دستور 2011 الذي استجاب لمجموعة كبيرة من اقتراحات الاتحاد الاشتراكي، حيث عمد الحزب إلى التعبئة للتصويت عليه باعتباره مكتسبا حقيقيا في أفق إقرار الملكية البرلمانية. بعد ذلك فتحت لائحة التدخلات التي جاوزت العشرين استفسارا وتساؤلا، وضح من خلالها كمال الهشومي ما تعلق باختيارات الحزب وقناعاته ووطنيته حتى يتسنى للشباب الحاضر، عن قرب، التعرف على الحزب والتجاوب معه والانخراط فيه بكل طواعية واقتناع. بعد ذلك توزع المشاركون إلى ثلاث ورشات للعمل حول سبل تفعيل العمل الشبابي الحزبي على مستوى كل المناطق التي ينتمي إليها الشباب المشارك، حيث تم عرض مختلف الاقتراحات والتصورات التي قدمها مقررو الورشات تحث إشراف كتاب فروع الشبيبة الاتحادية الاخوة: يونس الجاوي ومحمد زغاري، والتي تنوعت ما بين الجانب التكويني الخاص بالحملة الانتخابية والجانب التواصلي والإشعاعي من خلال اللقاءات التي يمكن تنظيمها مع قيادات الاتحاد الاشتراكي وفعاليات الحزب، كما تم الاتفاق على إقامة وترسيم نظام المداومة اليومية بالمقرات الحزبية واللقاءات الأسبوعية للشباب، وتم التقسيم إلى خلايا للأحياء من اجل التعبئة القوية للتسجيل وإعادة التسجيل في اللوائح الانتخابية، والتواصل مع مختلف ساكنة الحي المحمدي وخاصة الشباب بالثانويات والأحياء والجمعيات وفضاءات الشباب وغيرها، كما تم تشكيل لجنة خاصة لتتبع خروقات وصعوبات التسجيل التي يمكن أن يواجهها شباب المنطقة من طرف بعض أعوان السلطات المحلية خدمة لأجندات خفية. في الختام تناول الكلمة مروان راشدي كاتب الفرع الحزبي للحي المحمدي من خلال كلمة تحميسية وتشجيعية للشباب من أجل الانخراط بشكل مكثف وقوي في المعركة القادمة، صونا لمستقبل الشباب وللأجيال المتعاقبة ومن أجل قطع الطريق على المفسدين ومن أرادوا لإقليم ومنطقة الحي المحمدي التهميش والإقصاء بكل مسؤولية واجتهاد، كما أكد مروان راشدي أن كل أجهزة الحزب وشبيبته منفتحة على كل المبادرات والاقتراحات، خدمة للفعل الديمقراطي التنموي للمنطقة، كما ذكر باللقاء الشبابي الذي سيتم القيام به لمدة يومين بمشاركة 300 شاب وشابة من المنطقة لتعزيز التواصل والتعبئة القوية للمراحل القادمة.