حالت عوائق كثيرة دون جعل الدخول المدرسي لموسم 2011/2012، ينطلق في وقته المحدد بكل المؤسسات التعليمية بجهة الدارالبيضاء، ولا يرجع ذلك لتقصير الأطر التربوية أو الإدارية ولا حتى النيابات أو الأكاديمية الجهوية نفسها، ولكن لبعض الإجراءات والمساطر المصاحبة للدخول المدرسي، من بينها ما يعرف ب «إعادة التوجيه» ، وهو حق يمنح للتلاميذ بالجذوع المشتركة و السنة الأولى بكالوريا حين يشعر كل تلميذ بأن الشعبة التي يتابع الدراسة بها لا تتماشى وإمكانياته التعليمية إما أن مستواه وقدراته تفوق ذلك ويلزم تغيير شعبته الحالية، أو أن ملكاته التعليمية لا يمكنها مسايرة الشعبة التي يدرس بها أو التي وجه إليها، وإذا كانت هذه العملية تعد تصويبا أو تقويما للحياة التعليمية للتلميذ، فإن ما يعاب فيها هو الوقت المخصص لها والذي يكون بعد انطلاق الموسم الدراسي، ويبقى عدد من التلاميذ المعنيين بالأمر ينتظرون اجتماع هذه اللجن للبت في طلبات تغيير توجيههم، مما يعطل و يؤخر عملية انطلاق الدراسة بالمستوى الثانوي التأهيلي بجهة الدارالبيضاء. وفي السياق نفسه، فإن الملاحظة البارزة، هي ارتفاع طلب تغيير التوجيه من شعبة العلوم الرياضية بالنسبة للملتحقين بالسنة الثانية باكالوريا ،إلى شعبة العلوم الفيزيائية . «هذا المعطى، حسب مصدر تربوي ، له أكثر من دلالة و من المفروض فتح نقاش عميق حول هذه الظاهرة، خصوصا إذا ما علمنا أن في إحدى الثانويات التأهيلية بلغ العدد ما يقارب 28 طلب تغيير التوجيه من العلوم الرياضية إلى العلوم الفيزيائية، مما ستضطر معه هذه المؤسسة إلى إضافة قسم آخر بشعبة العلوم الفيزيائية و نقص قسم من العلوم الرياضية». و«قد تبدو هذه العملية ممكنة وبسيطة، يضيف، إلا أنها في العمق مربكة وتتسبب في إعادة الخريطة المدرسية وتغيير استعمالات زمن بعض الأساتذة، حتى وإن كانت في مجملها ظاهرة صحية تعيد تقويم المسار الدراسي للعديد من التلميذات والتلاميذ إلا أن الوقت الزمني المخصص لها يسبب تعطيل انطلاق الموسم الدراسي، وهذا الأمر ليس في صالح المتمدرسين» .الملاحظة الأخرى، وفق المصدر ذاته، هي أن العديد من التلميذات والتلاميذ المنتقلين من الجذوع المشتركة إلى العلوم التجريبية يختارون العلوم الاقتصادية في مرحلة إعادة التوجيه، هروبا من المواد العلمية، وفي اعتقادهم انه من الممكن مسايرة هذه الشعبة والحقيقة أنهم هربوا من مادة الرياضيات و الفيزياء»! ومن الإكراهات المؤثرة على بداية الموسم الدراسي، كذلك، ما يعرف بعملية إعادة الانتشار وما تخلفه من مشاكل بين صفوف العديد من نساء ورجال التعليم، تبدأ بالبحث عن آخر من التحق وتنتهي بوضع الشواهد والملفات الطبية، واللجوء إلى بعض المركزيات النقابية، هذه التحركات تأخذ وقتا زمنيا ، مما يتسبب في تأخير العديد من الأطر التربوية المعنية في الالتحاق بمقرات عملها الجديد خلال موسم واحد فقط، وهو ما يؤثر سلبيا على التلاميذ الذين ينتظرون وصول الأساتذة . العديد من الآباء و الأمهات و الأولياء ومن خلال جمعيات الآباء والأمهات، يطرحون تساؤلات كثيرة في شأن هذا الموضوع، منها: هل هناك إمكانيات لتقديم هذه الإجراءات قبل الانطلاقة الفعلية للموسم الدراسي، أو على الأقل في الأسبوع الأول من بدء عملية التسجيل و إعادة التسجيل عوض الفترة ما بين 25 شتنبر إلى الأخير منه بالنسبة للبت في طلبات إعادة التوجيه، أما بالنسبة لإعادة الانتشار فربما هناك إمكانية حصر لوائح الأطر التربوية التي ستشارك في عملية إعادة الانتشار قبل نهاية الموسم الدراسي لتكون في مقرات عملها عند انطلاق الموسم.