سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ملتقى الأممية الاشتراكية للنساء حول دور النساء العربيات في الديمقراطيات الناشئة .. المرأة تلعب دورا كبيرا في مسلسل التغييرات الجارية ولا تنازل عن الحرية والديموقراطية والمساواة
دور النساء العربيات في الديمقراطيات الناشئة، هو الموضوع الذي قررت الأممية الاشتراكية للنساء تدارسه، خصوصا أنه يتزامن مع حراك شعبي غير مسبوق في العالم العربي، لعبت المرأة العربية ومازالت، دورا كبيرا فيه. اللقاء الذي احتضنته الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، يوم الجمعة 30 شتنبر، تميز بحضور عضوات اللجنة التنفيذية ورئيسة المنظمة التي تعتبر أكبر منظمة نسائية في العالم، ووفود عن عدد من الدول الأعضاء، من شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط والقوقاز. وقد سيرت الجلسة الافتتاحية بحضور الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الواحد الراضي، الذي أكد في كلمته على أهمية انعقاد هذا اللقاء في هذه الظروف، بالاضافة إلى كلمات رئيسة المنظمة الإيطالية بيالوكاتيلي، وزبيدة بوعياد. رئيسة الفريق الاشراكي بالغرفة الثانية، ومارلين هاس الأمينة العامة للأممية الاشتراكية للنساء. بعد ذلك انطلقت أشغال اللقاء، على مدار جلستين، حيث ترأست الأولى، نائبة الرئيسة، ماربيل مونتانيو، تدخلت خلالها كل من وفاء حجي عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، يسرى المسعي، المرشحة للمجلس التأسيسي التونسي، وليندا التمدراري الصحافية الجزائرية عرضت خلالها تجار بهن كمناضلات من أجل حقوق النساء، وتجارب بلدانهن. وخلال الجلسة الثانية، التي ترأستها نائبة الرئيسة، أنتغوني كارالي عن حزب الباسوك اليوناني، تدخلت كل من المدونة المصرية مها الأسود، والمناضلة الفلسطينية بهية عمرة، ممثلة المبادرة الوطنية الفلسطينية والجزائرية فريدة المسعودي المسؤولة بجبهة القوى الاشتراكية، ونزهة العلوي منسقة شبكة نساء من أجل النساء. وبعد المناقشة ،وطلب توضيحات من المتدخلات، تم إقرار إعلان الرباط الذي أعلن عن دعم الأممية الاشتراكية للنساء، لحقوق لانساء العربيات الحاضرات في الانتفاضات منذ البداية، وبمشاركة فعالة للنساء في المسلسل الديموقراطي المشترك المدعو ب »الربيع العربي،« وفي كل المؤسسات التي تناضل من أجل تحقيق الديمقراطية في العالم. وسواء عبر تدخلات المشاركات، أو خلال النقاش، تم الوقوف -عن قرب- على أوضاع المرأة العربية ومساهمتها في الحراك العربي الذي أثار انتباه العام ككل، ومعاناتها وتضحياتها، والأوضاع الحالية في الدول التي شهدت تغييرات واسعة أو التي لم يمسهابعد نسيم الربيع العربي، والمطالب الملحة التي لاتزال تنتظر تحققها. ففي مصر مثلا، أثارت المدونة مها الأسود، التي شاركت في الثورة بميدا ن التحرير أن تجربتها جعلتها تقف على مجموعة من الحقائق، قائلة لقد شعرت أن النساء متساويات مع الرجال، وأن الجميع كان يتظاهر من أجل هدف واحد، وأن هناك قبولا للآخر رغم الاختلاف، مؤكدة أن الحركة النسائية في مصر كانت في البداية، قبل الثورة، إصلاحية من حيث المبدأ، والان تعيش مرحلة ثورة من أجل حقوق كل المصريين، مثيرة الانتباه إلى محاولات تهميش المرأة، حيث إن لجنة تعديل الدستور لم تضم أي امرأة، كما أن المرأة في مصر تعزف عن المشاركة السياسية والترشح للانتخابات كما أن العسكر لا يتشاور مع باقي الفرقاء، بل هناك حاليا في مصر قمع للحريات ورقابة كل الصحافيين ومحاكمة مدنيين في محاكم عسكرية، مطالبة بانسحاب الجيش من المشهد السياسي. ومن تونس، حضرت المرشحة للمجلس التأسيسي، عن لائحة صوت المستقبل، يسرى المسعي، التي أشارت إلى أن الشعب التونسي سيصوت في 23 أكتوبر على دستور جديد، موضحة أن هناك حوالي 1700 لائحة تتبارى من أجل حوالي 200 مقعد بالمجلس، وهو ما يجعل المهمة صعبة، لكنها عبرت عن الإصرار من أجل تمثيل تنوع الشعب التونسي، منوهة بالقرار الذي ينص على أن تشتمل كل لائحة على 50 في المئة من المرشحات النساء. واعتبرت يسرى المسعي أنه رغم ذلك، فالوضع ليس مثاليا، فهناك نساء قليلات على رأس اللوائح المتنافسة من 10% إلى 15 في المئة، كما أنه على مستوى القوانين، مازال ينتظر المرأة التونسية الكثير من النضال. المناضلة الجزائرية، فريدة المسعودي، القيادية بجبهة القوى الاشتراكية ، والمكلفة بالمجتمع المدني، أوضحت أن حزبها، منذ تأسيسه، قبل 48 سنة، وضع قضية المرأة ضمن صلب اهتماماته، مضيفة أن صناع القرار في الجزائر منغلقون ويرفضون الحوار والشراكة السياسية، ولا أحد في دائرة الحاكمين يأخذ بعين الاعتبار طموحات الشعب الجزائري . وأضافت فريدة المسعودي، أن النظام الحاكم يحاول ربح الوقت ، في هذه المرحلة ،مشددة على أن ما اصطلح عليه بالإصلاحات هي ذريعة للابقاء على الوضع الحالي، وذلك حتى لا يتم التطرق للمسائل الجوهرية. وأوضحت فريدة المسعودي أن الجزائريين يطمحون للتغيير الحقيقي ، تغيير يضمن الكرامة، الحرية والمساواة ، مضيفة أن المظاهرات التي تنظم في الجزائر يجري قمعها بسرعة، ذلك أنه، تضيف ، كما قال زعيم الحزب الحسين آيت احمد ، نحن في الجزائر نواجه المافيا، وبالتالي فالجزائريون بحاجة إلى انتفاضة قوية لتقول لا للنظام القائم، وأن الطريق الأنجع، انتخاب مجلس تأسيسي يباشر هذه الاصلاحات ، ويمثل كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، مشددة أنه على المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات، وأن يدرك أنه لا وجود لتغيير حقيقي في الجزائر ، فالحريات مصادرة منذ سنوات. المناضلة الفلسطينية بهية عمرة، من المبادرة الوطنية الفلسطينية، أوضحت أن الفلسطينيات يعرفن جيدا ما هو الشعور عندما يعتبرن فئة دنيا، لأنهن يعانين من القمع والاضطهاد منذ عقود، مضيفة أن الربيع العربي أعطى للفلسطينيات والفلسطينيين، شحنة من التفاؤل. ،أكدت بهية عمرة أن الفلسطينيات كن دائما حاضرات عبر مختلف الواجهات، يطالبن بالاستقلال وبالحرية واحترام حقوق الانسان، مشددة أن الربيع العربي ذكرنا بأننا إذا كنا منقسمين فلا حول ولا قوة لنا، فقوتنا، تضيف، في الوحدة ، ولهذا فقد بدأنا أيضا نبحث عن ميدان تحرير لنا كفلسطينيين، للاحتجاج والطلب من حركتي فتح وحماس إنهاء التفرقة، فلا حل للقضية الفلسطينية مادام الفلسطينيون منقسمين على أنفسهم، لذلك فإن الوحدة الفلسطينية ستمثل إنجازا للربيع العربي ونجاحا له.