إلى (...) -1 صديقتي تحب زهرة الألم لناصر شما حتى منتصف الليل إلا ربع من سهرها، تشغل أصابعها كي تكتب على الكومبيوتر قصيدة لقطتها لولو، علها تعثر في غنج المجاز على طفولتها معلقة في الأحلام. صديقتي تسكن في الطابق الثاني، وبين الحين والآخر تنزف رسائل صغيرة كما لو أنها في السادسة من عمرها. -2- صديقتي تخاف الأحمر، تخبرني أن عمر الفراشة قصير، عمر الحب قصير، عمر طفولتنا قصير، عمر الورد قصير، وأنها لو لو التي لا تحب الأحمر. صديقتي تشير دوما إلى الغياب، تقطع المسافات كي تبتسم للأطفال في مدرسة غير محترفة، وقارسة في مواسم الشتاء. -3 صديقتي تقول إنني مختلف في بحيرة البط، وكما لو أن كثيرا من الماء انسكب فيها، ونبيذا بلذة قبلة بين ثدييها المثيرين . صديقتي تخزن في حقيبتها اللامعة كما حذاؤها البني، قصائد تسخر من الموت وتمضي بكامل طفولتها وربما برائحة عطر فرنسي. -4 صديقتي تكتب قصائد كثيرة عن الغياب، كي تتخلص من الصور القديمة للموت التي جربته في مصحة الرازي، تماما كما جربه السياب في قصائده الكئيبة. صديقتي تقف هناك في الشرفة، تهمس في هاتفها الخلوي، وللمرة الأولى تبتسم كما الموناليزا، وتطل على السماء كي تتأكد أن هناك زخات خفيفة كثياب نومها. -5 صديقتي تقرأ أزهار بودلير الشريرة، تكثر من فناجين القهوة، يخطر ببالها أن لا تطفئ المصباح ، ثم تنام بعينين مفتوحين . صديقتي تلك الأمازيغية تكره الاستيقاظ باكرا، فقط، أنفاسها متقطعة، جهازها المحمول فوق المخدة، منديلها الأزرق على أطراف الكرسي، وربما قطة في الأحلام بشريط أحمر وتلحس فروها