بعد استقالته المفاجئة من تدريب فريق الكوكب المراكشي، عز الدين بنيس يفتح قلبه لجريدة «الإتحاد الإشتراكي»، ويكشف الدواعي الحقيقية، التي أدت به إلى تقديم استقالته، مؤكدا أنه سيبقى ابن الكوكب ولن يجرؤ أحدا عن سلب هويته وإنجازاته رفقة الفريق الأحمر كلاعب ومدرب. ماهي دواعي وأسباب تقديمك للإستقالة في الظرفية الراهنة؟ دعني لو سمحت في البداية أن أحيط الجماهير المراكشية وقراء جريدتكم خاصة بالظروف العامة التي أشرفت فيها على الفريق، والتي كانت جد خاصة. ففي نهاية الموسم الماضي تقلدت مهام مدرب رسمي للفريق خلال الأربع دورات الأخيرة، وحصلنا على سبع نقاط، حصيلة لم تتأت طيلة الموسم رغم أنها لم تشفع ببقائنا ضمن القسم الوطني الأول. هذا المعطى جعلنا نصطدم بواقع مفاجئ تمثل في استقالة اللجنة المؤقتة لتسيير الفريق، وتذمر اللاعبين جراء السقوط للقسم الوطني الثاني، مما خلق جوا يلفه الغمام الأسود داخل القلعة الحمراء، الأمر الذي جعلني وبمعية الطاقم التقني نتجند ونحاول جمع شتات الفريق على الأقل من ناحية اللاعبين، الشيء الذي فوت علينا الوقت المثالي لبداية التحضيرات الجيدة. المهم رغم كل هذه الظروف قبلت أن أتقلد مهمة مدرب الفريق المراكشي عربونا عن حبي وولائي له. أما عن سؤالك الخاص بدواعي استقالتي فالأمر جد واضح، فأمام كل العوائق السالفة الذكر بدأنا هذا الموسم بشكل جيد، وذلك من خلال مباراتنا الرسمية الأولى ضد المغرب الفاسي ضمن منافسات كأس العرش، وأعتقد شخصيا بأن هذه المباراة كانت سببا في تحريك ذوي النفوس الخبيثة، والتي تفاجأت بالعطاء الجيد لعناصر الكوكب المراكشي رغم هزيمتنا في الدقيقة 120 . على العموم ولتكسير نسق العمل الجدي الذي نشرف عليه قام أحد المحسوبين على الجمهور المراكشي بتهديدي بصفة شخصية عبر مكالمة هاتفية. ولسوء الحظ كان المجيب عنها إبني الذي يبلغ من العمر 13 سنة، والذي تلقى من خلالها وابلا من السب والشتم والتهديد بالتصفية الجسدية إن أتممت مشواري مع الفريق. كان هذا قبل نزال الراك لأتفاجأ مرة أخرى برسائل هاتفية قصيرة تؤكد وعيد المكالمة سابقة الذكر، إذن وبعد التفكير فضلت أن أحمي أبنائي وأسرتي من الفكر البلطجي غير المسؤول، وقررت الانسحاب من تدريب الفريق، ليس هروبا من المسؤولية لكن حفاظا على أسرتي. كيف هي الآن الحالة النفسية لأسرتك وخاصة ابنك؟ لا أنكر أن النفسية مهزوزة، خاصة بالنسبة لابني البكر الذي أجاب عن المكالمة الهاتفية، الأمر نفسه يعانيه أخوه الأصغر والبالغ من العمر تسع سنوات، مما جعلهما يترددان في الذهاب إلى المدرسة، لكني الآن أعمل جاهدا على إرجاع التوازن النفسي لهما وللأسرة عموما. هل تحس بالندم كونك انتميت يوما ما للكوكب المراكشي كلاعب أو مدرب؟ أبدا، فقد حققت مع الكوكب المراكشي الشيء الكثير وعشت فترات زاهية رفقة هذا الفريق العريق، بل وتشرفت بتدريبه في ما بعد، حيث كنت ومنذ التسعينات إبن الفريق البار الذي يشرف عليه في المواقف الصعبة، ورغم ذلك حققت إنجازات مع الفريق كاحتلال الرتبة الثانية في البطولة الوطنية وتأهيل الفريق للعب البطولة العربية. ظاهرة تهديد المدربين أصبحت رائجة بقوة في محيط رياضتنا الوطنية، إلى ماذا ترجع الأمر، وما هو الحل في نظرك؟ في نظري الظاهرة كانت في السابق، لكن ليس بهذه الخطورة، رغم أنها تبعد كل البعد عن عقيدتنا الدينية وحتى محيطنا الإجتماعي، ويرجع السبب قبل كل شيء في نظري إلى اضطرابات نفسية ونقص في شخصية من تسول لهم أنفسهم تبني هذا السلوك المشين، دون إغفال عامل التقليد الأعمى وكذا تواجد فيروس أعداء النجاح، الذين يستغلون بعض العقول الفارغة لإيصال مخططاتهم الهدامة، وأعتقد أني عشت تجربة التهديد ولغتها رفقة مدربين كبار أشرفوا على فريق الكوكب، بدءا بعبد الهادي السكيتيوي وانتهاء ببادو الزاكي وجواد الميلاني، والحل يبقى في يد الجماهير نفسها، التي يجب أن تنبذ هذه العينات من محيطها، وكذا تفعيل قانون الشغب والضرب بقوة على كل من سولت له نفسه الاعتداء على الحرية الشخصية لأي مدرب أو رياضي بصفة عامة. ما هي وجهتك المقبلة؟ أنا الأن أركز على إعادة التوازن النفسي لأسرتي وسأمنح لنفسي مهلة للراحة، رغم أني تلقيت عرضا من المدير التقني للكوكب المراكشي، الدولي السابق الطاهر لخلج للإشراف على مدرسة الكوكب. على العموم الأيام القادمة كفيلة بتحديد مستقبلي الرياضي. كمراكشي وكمشجع بماذا تتنبأ للكوكب؟ إذا تصفحنا الحمولة التاريخية للفريق، ووقفنا على ألقابه وبطولاته سنقتنع بأن الفرق الكبرى تمرض ولا تموت، وهذا حال الكوكب الذي سيتخطى جميع المعيقات وسيعود لتوهجه إن شاء الله، بشرط أن تتضافر المجهودات وتطفو فوق السطح فلسفة نكران الذات. مساحة حرة أطلب من الجماهير مساندة اللاعبين الذين يعانون نفسيا، وأنا على يقين بأنهم يريدون تقديم الأفضل للمدينة الحمراء ولفريقها الأول، كما أطلب من أعداء النجاح أن يتذكروا كوني كوكبي، ولن يجرؤ أحدا على نزع هذا الوسام عن صدري، والدليل عطاءاتي تجاه الفريق كلاعب ومدرب.