عاشت الجزائر ومعها الرأي العام الدولي، منذ صباح أمس، على إيقاع الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة . وذهبت بعض المواقع الإلكترونية إلى حد القول بأنه غادر إلى دار البقاء بعد أن استدعى قصر المرادية وزير الأوقاف على عجل ليقف على حافة سريره يشهد اللحظات الأخيرة لاحتضاره ويلقنه الشهادة: شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ولم يبدد هول هذه الإشاعة سوى قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية في منتصف النهار التي أوردت أن بوتفليقة استقبل رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني الذي حل بالجزائر مساء الثلاثاء في إطار زيارة عمل بدعوة من نظيره أحمد أويحيى. وغذى إشاعة وفاة سادس رئيس للجزائر منذ استقلالها سنة 1962 ، مانشرته جريدة «الخبر»الجزائرية يوم أمس على عرض صفحتها الأولى بأن«الرئيس بوتفليقة يخضع لفترة نقاهة جديدة» ،حيث تحدثت عن مرضه وقيامه بفحوصات طبية بفرنسا منتصف شتنبر الجاري ، وجاء مرض الرئيس كامتداد لحالته الصحية التي تدهورت في نونبر 2005 ونقل إلى مستشفى فال دوغراس بباريس حيث قضى هناك عدة أسابيع . ولاحظ المتتبعون للشأن الجزائري أن بوتفليقة الذي ظهر أثناء استقباله للمستشار السياسي لرئيس جنوب إفريقيا منهكا لا يقوى على الوقوف ولا على الكلام. كما أنه لم يقم منذ ذلك الاستقبال الذي جرى في 5 شتنبر الجاري بأي نشاط . إذ لم يفتتح معرض الكتاب الدولي للكتاب بالعاصمة الجزائرية كما جرت العائدة، وتخلف عن الدورة 66 للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي اعتاد أن يلقي فيها خطابه . وكانت برقية لويكيليس قد كشفت قبل أشهر عن خلاصة تقرير أعده السفير الأمريكي السابق روبرتس فورد، حول صحة بوتفليقة قال فيه أن هذا الأخير يعاني من سرطان . ويعتقد الطبيب المعالج ، حسب الأمريكيين، أنه مرض «بصدد الكمون مما يسمح لبوتفليقة بمواصلة مهامه». للإشارة، ازداد عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ 2 مارس 1937 بمدينة وجدة المغربية وتقلد عدة مناصب منها وزيرا لخارجية بلاده في عهد الرئيس هواري بومدين ، وأصبح منذ أبريل 1999 رئيسا للجزائر.