اتفقت الصحف الاسرائيلية والفلسطينية الصادرة يوم الخميس على وصف خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما أمام الأممالمتحدة الذي ابدى فيه معارضته المسعى الفلسطيني لطلب عضوية دولة فلسطينية بأنه «مؤيد لإسرائيل». وكتب ناحوم بارنيا وشمعون شيفر موفدا صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية الى نيويورك بأن «الخطاب سبب فرحة كبيرة لدى الوفد الاسرائيلي في الأممالمتحدة وهذا الفرح مبرر» واضاف الرجلان «ايد اوباما كافة الحجج الاسرائيلية المعارضة لضم دولة فلسطينية في الاممالمتحدة كما تبنى الرواية الاسرائيلية وهي أن شعبا صغيرا وجوده مهدد من جيرانه (...) ويحمل أثار معاناة ألاف السنين من المنفى والمحرقة» من ناحيتها وضعت صحيفة معاريف صورة للمصافحة الحارة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واوباما وكتبت تحتها «الحضن الاميركي «. من جهته انتقد عكيفا الدار الكاتب البارز في صحيفة «هآرتس» اليسارية في افتتاحية الصحيفة «اوباما الجديد» مشيرا الى انه «أرسل المحتل والمتعرض للاحتلال لحل كافة مسائل الصراع الاساسية بانفسهم «. واعربت صحيفة جيروزاليم بوست اليمينية الناطقة بالانكليزية عن رضاها عن الخطاب قائلة «ان اوباما اخيرا اخبر الاسرائيليين بما أملوا سماعه» مضيفة «استغرق الامر 34 شهرا ولكن في النهاية سمعت اسرائيل الخطاب الذي تتوقعه من رئيس اميركي» وعنونت صحيفة اسرائيل هايوم المجانية والمقربة من نتانياهو عددها ب «الرضا لدى وفد رئيس الوزراء» وقالت الصحيفة «كان الرئيس الاميركي متحالفا مع مواقف اسرائيل وارسل رسالة واضحة للفلسطينيين وهي «يحق لكم دولة ولكن ليس عن طريق الاممالمتحدة» أما الصحف الفلسطينية فقد انتقدت النبرة المؤيدة لاسرائيل في الخطاب, حيث كتب احمد الطيبي النائب العربي في الكنيست الذي يرافق الرئيس الفلسطيني في نيويورك في صحيفة القدس, انه بينما «اشاد اوباما بانتفاضات وثورات الشعوب العربية ضد الاستبداد والقمع ولكنه امتنع عن ذكر الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطيني «. وأضاف الطيبي إن «الادارة الاميركية تعمل الآن وبكل قوة على مجرد منع الطلب الفلسطيني من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الامن كي لا تضطر لرفع يدها مستخدمة الفيتو أمام العالمين العربي والاسلامي» ومن ناحيته وصف المحلل السياسي طلال عوكل في مقال نشر في صحيفة الايام خطاب اوباما «بالتلمودي» مشيرا الى انه ذهب في خطابه الى «حد الانصياع والانقياد الكامل للسياسات والروايات والرغبات الاسرائيلية فهو وضع اليهود والاسرائيليين في خانة الضحايا الذين يقدمون الكثير بسبب كراهية المحيط لهم وبسبب الحروب التي شنتها الدول العربية عليهم, اما معاناة الفلسطينيين فلم يرد شيء عنها» وقال خالد عبد الرحمن في مقال نشر له في صحيفة الحياة الجديدة ان اوباما «اتحف البشرية» في خطابه «المتناقض100 % مع ما جاء في خطابه العام الماضي (...) كان خطاب الرئيس الاسود اسود من القطران على الشعب الفلسطيني لأن هاجسه في الاساس كان ضمان اصوات اليهود والدعم المالي والاعلامي للايباك « لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية-الاميركية .