أكد المستشار الملكي أندري أزولاي، في لقاء تكريمي مخصص له بشيشاوة، كواحد من أهم رجالات السياسة والإقتصاد المغاربة اليهود، خلال الخمسين سنة الماضية، بأن المغرب شكل عبر العصور «أرضا للتعايش وتلاقح الحضارات والثقافات والديانات بكل أبعادها».. وأضاف في كلمة ألقاها، يوم الأحد بمقر عمالة شيشاوة، خلال الندوة التي نظمها منتدى الحرية والصحافة بشيشاوة حول موضوع «الهوية المغربية.. الغنى والتعددية أساس التلاحم المجتمعي» أن «المملكة المغربية تستمد قوتها من غنى التعددية، مما يمنحها الاحترام والتقدير خارج الوطن». مضيفا بأن المغرب استطاع، عبر مختلف مراحله التاريخية، الحفاظ على هويته ووحدته الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع باختلاف اتجاهاتها الفكرية والثقافية والعرقية والدينية.. وأنه تمكّن من ترسيخ قيم التعايش والتسامح, وإقامة علاقة متفردة بين مختلف الثقافات والديانات.. وأشار المستشار الملكي إلى «الدور التاريخي للمملكة المغربية في حل القضية الفلسطينية وإحلال السلام بالشرق الأوسط» قبل أن يعرج على أن «انعقاد هذه الندوة بمدينة شيشاوة التي شكلت، إلى جانب الصويرة، منطقة عبور وتبادل تجاري وثقافي بين شمال المغرب وجنوبه، وأرضا لاستقرار قبائل عربية وأمازيغية ويهودية وصحراوية، من شأنه تثمين الهوية الوطنية والحفاظ عليها».. كما استشهد أزولاي بمضمون خطاب ملكي استعرض الهوية متعددة الأوجه للمغرب، وزاد بأن «الدستور الجديد للمملكة المغربية سيساهم، لا محالة، في ترسيخ الهوية والتعدد الثقافي والحضاري الذي ميز المغرب على مر القرون». علما أن المشاركين ضمن الندوة المذكورة تطرقوا إلى مواضيع همت «قراءة في مكونات الهوية المغربية»، و«التجربة المغربية في ترسيخ قيم التعايش والتسامح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات»، و«أهمية تحسيس وتعبئة المجتمع من أجل الحفاظ على مغرب موحد».. كما عرف الموعد مشاركة مدير المتحف اليهودي بالدار البيضاء شمعون ليفي، وممثلين عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وباحثين في الثقافة الحسانية، وممثلين عن جمعية «الصويرة موغادور» وجمعية «القدس للبحوث والدراسات بفلسطين»، وأساتذة جامعيين، إضافة إلى ممثل عن الكنيسة البروتستانية بالمغرب. وقدمت، في ختام الندوة، شهادات في حق السيد أندري أزولاي.. همّت «الجهود التي بذلها في سبيل النهوض بقيم التسامح والتعايش بين الديانات والحضارات عبر مختلف بقاع العالم، ودوره الفعال في التنمية الاقتصادية والفكرية والثقافية والفنية بالمغرب، والصويرة على وجه الخصوص».. وذلك قبر تكريمه بمنحه «شهادة تقدير والمفتاح الفخري لمدينة شيشاوة وهدايا رمزية».