حالة تجمع بين الفضيحة والسخرية، تلك التي حدثت بأجلموس، إقليمخنيفرة، صباح يوم الاثنين 12 شتنبر 2011، حيث تحولت قنينة «بيرة» إلى حديث استثنائي بين الخاص والعام على مستوى الرأي العام المحلي والإقليمي، ذلك بعد أن انتبه أحد المواطنين إلى هذه القنينة وهي ظاهرة للعيان قرب مقود سيارة الجماعة القروية (بيكوب طويوطا)، والتي كان يسوقها النائب الثاني لرئيس الجماعة، ولعل هذا الأخير قد أمضى ليلته «نشيطا» إلى أن صاح الديك، ليعود بالسيارة إلى الجماعة دون أن يفطن للقنينة الملعونة التي ستفضح ما ستر الليل من نشاط ومن استغلال لسيارة في ملكية مؤسسة منتخبة من طرف بلدة عاشت قبل أسابيع قليلة على إيقاع سلسلة من الاحتجاجات ضد سوء التسيير والتدبير الجماعي. عدد كبير من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني حاصروا السيارة في حالة من الاحتجاج والغضب، قبل إشعار السلطات المعنية بالأمر، هذه التي حضرت بمعية أفراد من الدرك الملكي إلى عين المكان، علما بأن يوم الاثنين من كل أسبوع تعرف فيه جميع مصالح الجماعة القروية ازدحاما ملحوظا، ما ساهم في نشر خبر حكاية «المستشار والبيرة في سيارة الجماعة» بسرعة فائقة، وقد تم تحرير محضر بالنازلة وإيداع السيارة بمقر القيادة في أفق اتخاذ ما يجب من الإجراءات ما لم يتم الانعراج بالقضية خارج مساطر دولة الدستور الجديد. مصادر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أفادت أن أجلموس تغلي حاليا على صفيح ساخن، والمجتمع المدني يهدد بالدخول في احتجاجات واعتصامات مفتوحة في حال ما لم تتخذ الإجراءات القانونية في حق المستشار القائم بهذا الشكل من الاستهتار والفساد الإداري، والمؤكد أن زجاجة «البيرة» كشفت، ولو بشكل رمزي، كيف باتت جماعة أجلموس مكشوفة أمام مظاهر التسيب المطلق، وبالقدر نفسه كشفت عن حاجة هذه الجماعة إلى ما يجب من المساءلة والمحاسبة.