عثر زوار المزرعة الخضراء التي يملكها معمر القذافي قرب طرابلس، عند منعطف ممر هائل مبلط ،تصطف أشجار النخيل على جانبيه، على قصر صغير مبني على الطراز المغربي لكن قصف حلف شمال الاطلسي دمره جزئيا. وتتناقض مزرعة القذافي، حسب هؤلاء، مع صورة البدوي الذي يعيش وسط الصحراء، ويكتفي بالتمر وحليب الجمال التي كان الزعيم الليبي يرسمها لنفسه. وقال أحد زوار المزرعة الشاسعة التي تقع على بعد25 كلم جنوب غرب طرابلس «يظن المرء نفسه في اوروبا» . وأكد احمد رمضان (27 عاما) الموظف في مرفأ طرابلس أنه لم يتصور يوما ان هناك مثل كل هذه الخضرة على مساحة واسعة. وأضاف «كانوا يقولون لنا انه يعيش تحت الخيمة لكن انظروا «، مشيرا إلى أشجار مثمرة مصفوفة وكروم تلقى عناية وورودا. أما زميله عادل بوليحة (39 عاما) فقال «لم اتخيل وجود هذه الخضرة على أبواب طرابلس«. ويروي الرجلان أنهما سمعا كثيرين يتحدثون عن هذه المزرعة وجاءا ليريا بنفسيهما كيف كان يعيش القذافي. وللوصول الى المزرعة، يجب قطع طريق طويل تتخلله نقاط حراسة مزودة بكاميرات. والمزرعة بحد ذاتها محاطة بحاجز مزدوج مكهرب ومزود بلواقط إلكترونية. ويتدفق الليبيون في عائلات الى المزرعة بعد أن شغلهم حصن باب العزيزية الذي كان مقرا للقذافي، للاطلاع على بقايا حقبة ولت. ويثير مربع من العشب الاصطناعي الاخضر تتوسطه سلسلة من الخيام البيض، دهشة الواصلين الجدد. ويقول ياسين ترهوني (30 عاما) الصحافي السابق في التلفزيون «إنها الجنة بعينها «. أما وليد غبط (31 عاما) فيقول « إنها المرة الاولى التي اشعر فيها بنفسي انسانا بالكامل» ،معبرا عن ارتياحه لزوال نظام يكبره عمرا و «كان يخنق الليبيين فعلا».