ظهر سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي ليلة الاثنين/ الثلاثاء في طرابلس بعد إعلان المتمردين عن اعتقاله، مما عزز حالة الغموض التي تسود طرابلس منذ بدء هجوم الثوار السبت الماضي. ودعا ثاني أبناء القذافي في منتصف الليل بعض الصحافيين الى الاجتماع به في باب العزيزية، المجمع السكني الذي يقيم فيه والده. وقال سيف الاسلام لثلاثة صحافيين بينهم مراسل وكالة فرانس برس في مقر إقامة والده «أنا هنا لتكذيب الاشاعات والكلام» . وأكد سيف الاسلام الذي كان الخليفة المرجح لوالده «إن طرابلس تحت سيطرتنا» ، مضيفا « ليطمئن العالم كله، كل شيء تمام في طرابلس» . رئيس المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو صرح أنه تلقى «معلومات موثوقة مفادها « أن الثوار تمكنوا من أسر سيف الاسلام الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا». كما أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الاحد أنه يملك «معلومات أكيدة بأن سيف الاسلام قد اعتقل «، مؤكدا أنه «في مكان آمن بحراسة مشددة بانتظار احالته الى القضاء «. وردا على سؤال عن المحكمة الجنائية الدولية، قال سيف الاسلام القذافي «طز بالمحكمة الجنائية» . من جهة أخرى، أكد السفير الليبي في واشنطن علي سليمان العجيلي أن محمد القذافي، أحد أبناء معمر القذافي تمكن من الهرب بعدما اعتقله الثوار الأحد في طرابلس. وقال سيف الاسلام إن القوات الموالية للنظام كبدت «المتمردين الذين يهاجمون باب العزيزية خسائر جسيمة» . وفي مواجهة الغموض الذي يلف الوضع في طرابلس، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه دعا لعقد قمة هذا الأسبوع حول الوضع في ليبيا بحضور قادة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، وكذلك منظمات إقليمية أخرى. وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الامريكية الاثنين أن مسؤولين مقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي حاولوا التفاوض مع الادارة الامريكية قبل بدء هجوم الثوار على طرابلس. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى ليبيا عبد الاله الخطيب في تصريحات صحافية نشرت الثلاثاء إن مسؤولين ليبيين اتصلوا به وحثوه على التدخل قبل أن يبدأ هجوم الثوار على طرابلس. وقال وزير الخارجية الاردني السابق في حوار مع صحيفة «الدستور» شبه الحكومية «في آخر الايام وقبل أن يبدأ الهجوم على طرابلس، بعض المسؤولين الليبيين تحدثوا معي وحثوني على التدخل «.وأضاف «»قلت لهم إنني كوسيط نريد أي شىء يكون مقبولا من الطرف الاخر، والطرف الآخر لم يكن في الايام الخمسة أو الستة الاخيرة يقبل البحث في أي شيء، سوى كيفية خروج القذافي». وأضاف «لم يكن هناك مزاج للتفاوض حول اي شيء آخر لأن الموضوع كان سائرا نحو الحسم، فكانوا يريدون أن يتلقوا التزاما بأن القذافي سيترك (السلطة) وبعد ذلك سيتحدثون «.