أفادت وسائل إعلام دولية، أمس الثلاثاء، بأن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي لم يعتقل وإنما يتواجد في طرابلس، حيث التقى عددا من الصحافيين الأجانب. سيف الإسلام القذافي في لقاء صحفي (أ ف ب) وقال نجل العقيد القذافي، للصحافيين، الذين التقاهم في مجمع باب العزيزية، حيث مقر والده، "أنا هنا لتكذيب الإشاعات والكلام"، وذلك في إشارة إلى خبر الإعلان عن اعتقاله. وكانت المعارضة الليبية والمحكمة الجنائية الدولية أكدتا، في وقت سابق، نبأ اعتقال سيف الإسلام. ودارت معارك عنيفة، أمس الثلاثاء، بالصواريخ والمدفعية الثقيلة حول مقر إقامة العقيد معمر القذافي في باب العزيزية بطرابلس، كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. ويقع المجمع السكني على مسافة قريبة من فندق ريكسوس، حيث ينزل الصحافيون الأجانب. واهتز المبنى حوالي الساعة 00،9 بتوقيت غرينتش (00،11 بالتوقيت المحلي) بفعل انفجار قوي وقع على مقربة منه ما أثار حركة ذعر بين المراسلين. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه، أمس الثلاثاء، إن نصر الثوار في ليبيا على نظام معمر القذافي "ليس كاملا"، وعلى الحلف الأطلسي البقاء في حال تأهب وإنجاز مهمته حتى النهاية. وقال لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية "قلت بالأمس إن النصر ليس كاملا. النظام على شفير الانهيار، لكن ما تزال هناك جيوب مقاومة. يجب أن يبقى الحلف الأطلسي في حال تأهب، لينجز مهمته حتى النهاية". وأفاد جوبيه بحصول اجتماع عبر الهاتف، أول أمس الاثنين، حول هذه النقطة بين الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين والألمان والأتراك وبلدان عربية. وبدأت الدول الغربية منتصف مارس الماضي، شن ضربات جوية في ليبيا دعما للثوار الليبيين وتنفيذا لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، ثم تواصلت هذه العمليات بقيادة الحلف الأطلسي اعتبارا من نهاية مارس المنصرم. وحسب جوبيه فإن المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار الليبيين يسيطر على "كامل البلاد تقريبا وجزء كبير" من العاصمة الليبية طرابلس. وقال "ليس هناك انتفاضة شعبية كبيرة دعما للقذافي خلافا لما كان يقال لنا". وأطلق المتمردون، مساء السبت المنصرم، هجوما على طرابلس. وحصلت مواجهات، أول أمس الاثنين، طوال النهار في أحياء عدة من العاصمة. من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن استعداد بلاده" لتقديم دعم نشيط للعملية السياسية في ليبيا". وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسية، في تصريح صحفي أوردته، أمس الثلاثاء، وسائل الإعلام الروسية، أن موسكو" تربطها بالشعب الليبي علاقات صداقة وتعاون تاريخية، وستعمل مستقبلا في إطار هذا النهج". وأبرز لافروف أن مصالح روسيا في ليبيا "لن تتلاشى وأن القادة الليبيين الذين سيبرزون على أساس عملية الانتقال إلى الديمقراطية سيتفهمون مسؤوليتهم"، معتبرا أن ليبيا "هي عضو في المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي له قواعد تصرف يجب احترامها". وكان بلاغ للخارجية الروسية أكد أن" كل الدلائل تشير إلى أن السلطة في ليبيا ستنتقل إلى الثوار في وقت قريب، وتوقع أن يضع ذلك نهاية للأزمة الليبية، التي تسببت في معاناة سكان البلاد وألحقت أضرارا كبيرة بالاقتصاد الليبي"،مضيفا أن" من الضروري أن تعقب وقف القتال عملية سياسية، لتشكيل إدارة شرعية والاتفاق على مبادئ النظام الديمقراطي المستقبلي مع صون استقلال ليبيا وسيادتها والمحافظة على وحدة أراضيها". وفي سياق متصل، دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) الروسي، قوسطنطين كوساتشوف، العقيد معمر القذافي، لتقييم موقفه وإعلان استقالته، معتبرا أن "الوضع في ليبيا دخل مرحلته النهائية". من جهتها، عبرت إيران، أمس الثلاثاء، عن "تهانيها" للشعب الليبي المسلم" بعد دخول الثوار إلى طرابلس معقل العقيد معمر القذافي، مؤكدة ضرورة احترام تطلعات الشعب الليبي. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان بثته وسائل الإعلام إن "الجمهورية الإيرانية تهنئ الشعب الليبي المسلم (...) بعد التطورات في بلده". وأضافت أن "الانتفاضة الشعبية في ليبيا دلت مرة جديدة على أن تلبية المطالب الشرعية للشعوب واحترام تطلعاتها ضرورات لا يمكن الالتفاف عليها". وأكدت أن إيران "دعمت الحركة الشعبية منذ البداية" مع أن طهران انتقدت بشدة الدعم العسكري لحلف شمال الأطلسي للمتمردين. وكانت طهران تقيم علاقات فاترة مع نظام القذافي، الذي يشتبه بأنه أخفى في 1978 في طرابلس الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر المولود في قم في إيران.