أعطيت مساء الخميس 18 غشت 2011 بجماعة أولاد زراد بإقليمقلعة السراغنة انطلاقة برنامج التهجين الصناعي الذي ترعاه جمعية تساوت لمربي الأبقار بإقليمقلعة السراغنة, في إطار مقتضيات اتفاقية الشراكة التي تجمعها بالجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء . اللقاء الذي تميز بحضور مكثف لمربي الأبقار والتعاونيات التي تمثلهم بمختلف مناطق الإقليم، كان مناسبة للتحسيس بأهمية التهجين الصناعي ودوره في تنمية سلسلة لحوم الأبقار و ذلك لضمان مردودية أكبر بالنسبة للفلاح وإنتاجية أقوى في هذا القطاع للاستجابة للحاجيات المتنامية وإشباع أهداف المخطط الأخضر بما يراهن عليه من انعكاسات إيجابية على النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. عبد العالي دومو رئيس جمعية تساوت لمربي الأبقار بقلعة السراغنة استحضر في كلمته المجهودات التي تبدلها الجمعية لتيسير استفادة فلاحي المنطقة الناشطين في القطاع من خدمات برنامج التهجين الصناعي و كذا مساعدة التعاونيات التي تجتاز صعوبات مادية للحصول على العلف . معتبرا برنامج التلقيح الصناعي محفزا على تنظيم قطاع تربية الأبقار وإنتاج اللحوم الحمراء . وأكد دومو على أهمية التفاعل الإيجابي مع هذا البرنامج و خاصة في ظل الإمكانيات التي توفرها جمعية تساوت على المستوى التقني والبشري التي تضعها رهن إشارة «كسّابي« المنطقة المنضوين في إطار التعاونيات المرتبطة بالجمعية، وكذا بفعل القيمة المضافة التي يكتسيها هذا البرنامج الموجه إلى تسمين العجول من أجل إنتاج لحوم ذات جودة عالية مع ما يخوله من استفادة من الدعم الذي تخصصه الدولة والذي يبلغ 4000 درهم للعجل الواحد . مدير الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء السيد الشرقاوي قدم بدوره إيضاحات كافية للفلاحين الحاضرين في اللقاء حول الجوانب التقنية للبرنامج وكذا مزايا الاستفادة منه ونتائجه المباشرة على دخل الكساب وتنمية مردودية قطاع إنتاج اللحوم الحمراء ، و طريقة الاستفادة منه ومن الدعم المترتب عنه . موضحا أن الشراكة المبرمة مع جمعية تساوت تتيح للمنتجين المنظَّمين في إطارها الاستفادة من خدمات طاقم متخصص في التلقيح الصناعي يحتكم في تحركاته بين دواوير إقليمقلعة السراغنة إلى ثلاث سيارات ,في حين أن تنفيذ البرنامج المذكور المعهود للمصالح العمومية بالإقليم لا يتوفر إلا على سيارة واحدة تغطي تراب الإقليم بكامله، وهو ما يعني أن جمعية تساوت توفر لأعضائها فرص الاستفادة الناجعة والسريعة بمختلف مناطق الإقليم من البرنامج . ووقف الشرقاوي على مميزات التلقيح الصناعي الهادف إلى تحسين سلالة العجول الموجهة لإنتاج اللحوم ، حيث استحضر عدة مزايا، منها أن هذه السلالة تختص بسرعة النمو, حيث أن العجل الواحد ينمو بمعدل كلغ ونصف في اليوم وفي ظرف سنة يصل وزنه إلى 500 كلغ . وهو ما يعني اقتصادا في الكلأ والوقت مع ارتفاع الثمن الذي سيسمح للمنتج بتطوير دخله . كما أن اللحوم التي يوفرها تتمتع بجودة عالية مطلوبة في السوق و بنسبة أقل من الدهون . وطمأن الشرقاوي الكسابة الحاضرين بخصوص مخاوفهم المتعلقة بعسر الولادة, مؤكدا أن هذا اللقاح يضمن ولادة سهلة. ووقف عند المسطرة المتبعة للحصول على الدعم والخطوات التي يجب على المنتج أن يسلكها للاستفادة منه ، علما أن جمعية تساوت تقوم بأهم الخطوات بما يوفر على الفلاح عناء تتبع الملف . و أكد أن اللقاح الذي تقترحه الجمعية يتميز بجودته العالية و بثمنه الرمزي الذي لا يتجاوز 150 درهما, في حين أن الخواص يبيعونه بما يفوق 700 درهم . وأوضح الشرقاوي أن الفحول المستعملة في هذا التناسل تعد من أحسن السلالات في عملية التهجين الصناعي ويتم اختيارها بناء على معايير كثيرة في مقدمتها السهولة عند الولادة وتشكيل هيكل عضلي في وقت مبكر مع سرعة نمو العضلات و بطء في تكوين الشحوم ، إضافة إلى النسبة العالية من اللحوم عند الذبح, نظرا لامتيازها العضلي و خفة الهيكل الشيء الذي يتيح مردودية عالية عند الذبح تفوق السلالات الأخرى . إذ أن نسبة اللحوم تكون أكبر ونسبة العظام و الشحوم أقل. و هو ما يقوي من تنافسية لحوم هذه السلالة في السوق . لأن التهجين الصناعي يعد طريقة سهلة لإنتاج اللحوم بأقل تكلفة وفي وقت أقل وبمردودية و إنتاجية أكبر. ويعد برنامج التهجين الاصطناعي للأبقار من الحلول الأكثر نجاعة المطروحة لتجاوز الهشاشة التي تعرفها سلسلة اللحوم الحمراء ببلادنا، للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب من ناحية والرفع من مستوى الاستهلاك وتغطية الخصاص الحاصل على مستوى البروتينات، وذلك عبر تنمية قطيع الأبقار المخصص للحوم. ويعول على هذا البرنامج كثيرا في سد حاجيات السوق بنسبة 70 بالمائة في سنة 2014 مقارنة مع النسبة الحالية التي لا تتجاوز 30 بالمائة ، كما أنه سيقلص من تكلفة الإنتاج من 30 درهما إلى 23 درهما للكلوغرام , الشيء الذي سيؤدي إلى الرفع من معدل استهلاك الفرد السنوي من اللحوم الحمراء ليصل إلى 13 بالمائة، كما سيرفع من دخل المنتجين . ويذكر أن جمعية تساوت لمربي الأبقار بإقليمقلعة السراغنة تضم 24 تعاونية ينخرط فيها 8000 متعاون بقطيع من الأبقار يصل إلى 20 ألف رأس.