أقدم أحد الباعة المتجولين بالمجموعة السكنية 23 بإقامة المستقبل الكائنة بتراب عمالة مقاطعة عين الشق مساء الجمعة الأخير على توجيه عدة ضربات بالسلاح الأبيض إلى أحد المواطنين أسفرت عن إصابته بإصابات بليغة في عدة أنحاء من جسمه، حتمت نقله على وجه الاستعجال إلى المصالح الطبية من أجل العلاج ؟ واقعة حزينة أخرى ضمن سلسلة وقائع سوداوية وقاتمة أصبحت ترخي بظلالها على الحياة اليومية البيضاوية بعدد من الأزقة والشوارع، والتي يتحول فيها أصحاب « الفراشات « والباعة المتجولين إلى فتوات دون أن يكون هناك من هو قادر على ردع سلوكات بعضهم الهمجية، ويسهر على ضمان احترام القوانين المنظمة للعلاقات ما بين الأفراد والمؤسسات. فحادثة المستقبل التي وقعت خلال يوم الصيام كان السبب فيها هو احتجاج المواطن على البائع ومطالبته بالتنحي قليلا عن باب الإقامة السكنية التي يقطن بها، وذلك طلبا إما للهدوء بالنظر للضجيج المتواصل أو التماسا للنظافة بحكم أن الباعة المتجولين سيما ممن يبيعون الخضراوات والأسماك وغيرها يتركون دوما مخلفات وراءهم تصبح مصدر قلق وإزعاج للمواطنين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن مطلب المواطن/الساكن لم يرق للبائع الذي تشبث بموقفه المتصلب وهو المكوث أمام باب العمارة متحديا كل من له وجهة نظر أخرى، قبل أن تتطور الأمور ويعالج المشتكي بضربات بواسطة آلة حادة تسببت له في جروح مختلفة، في حين ألقي على المعتدي القبض بعد حين من طرف العناصر الأمنية لدائرة سيدي معروف فور توصلها بخبر النازلة ؟ سكان المنطقة أصيبوا بخيبة أمل عظيمة سواء من عاينوا الحادثة أو من سمعوا بتفاصيلها المؤلمة التي توضح وبالملموس حجم التسيب الذي أصبحت عليه الرقعة الجغرافية البيضاوية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها عنوانا له، وذلك أمام تخلف الجهات المعنية من سلطات محلية وأمنية التي باتت تتساهل مع أصحاب « الفراشات « والباعة المتجولين على حساب القانون والملك العمومي وحقوق باقي المواطنين من سكان ومارة وتجار في محلاتهم التجارية ... واللائحة طويلة بفئات المتضررين الذين يسقط بعضهم ضحية لرعونة البعض، في غياب أي تفسير آخر لما يقع، إذ كيف يعقل أن يتعرض مواطن للضرب والجرح أو التصفية لمجرد مطالبته بحقه في أن ينعم بالهدوء، أو النظافة، أو ألا يخدش سمعه وأسرته كلمات نابية، أو يشاهدون ممارسات شائنة، وهو الذي يكتوي كل يوم بغلاء الأسعار ومطالب بضرورة الإجابة عن متطلبات الحياة اليومية، وبتسديد فواتير الماء والكهرباء، ويقتطع القسط الشهري من راتبه لفائدة وكالته البنكية من اجل تسديد ما بذمته من دين اقترضه يوما لاقتناء مسكنه الذي عوض أن يكون ملاذا للراحة والطمانينة وأن ينعم فيه بالسكينة والهدوء فغنه يتحول إلى نقمة تجر عليه الويلات لا لسبب سوى لأنه طالب بحقه ونادى بان يتم تطبيق القوانين فيكون مصيره أن تعبث سكاكين غيره في جسده ؟ الدارالبيضاء اليوم تعيش انفلاتا بكل ما تحمل الكلمة من معنى وحده الله سبحانه وتعالى يعلم كيف ستكون عاقبة ذلك غدا، وكل ذلك بفعل أسلوب المهادنة الذي أصبحت تنتهجه الجهات الوصية إرضاء للخواطر على حساب الغير، وذلك اتقاء لأي احتجاج أو « صداع للراس « هم في غنى عنه، لكن الاحتجاج سيكون أعظم لو طفح كيل المواطنين من الطبقة المتوسطة ممن يسددون ضرائب ولهم حقوق غير مصانة، كيف لا ومستعملي الطريق من أصحاب السيارات على سبيل المثال أصبحوا عرضة للمهانة والتنكيل في عدد من الشوارع البيضاوية لمجرد أنهم يودون عبور الشارع الذي تزحف عليه « فراشات « الباعة المتجولين، وذلك إذا ماداسوا طرفا لإحدى هذه « الفراشات « نتيجة لعدم لملمتها من طرف أصحابها، وترتفع حدة الاحتجاج والتعنيف المعنوي أو الاعتداء بالضرب على السيارة .. وغيرها من الممارسات إذا ماكان السائق سيدة ؟!