شهدت مدينة شرم الشيخ ككل، والمستشفى خصوصا، تعزيزات أمنية مكثفة فى قوات الشرطة والجيش معا بعدد 14 سيارة مابين أمن مركزى ومدرعات ومصفحات الشرطة، وذلك استعدادا للساعة التى سيتم إعلان ترحيل الرئيس المصري السابق إلى القاهرة قصد محاكمته فيها.. حيث غادت قيادات مديرية أمن جنوبسيناء وعدد كبير من الضباط والأمناء وجنود الشرطة وسيارات الأمن المركزى من طور سيناء الى شرم الشيخ فى سرية تامة وسط حالة من التعتيم الاعلامى غير المسبوق لتأمين ترحيل مبارك خشية تعرضه لانتهاكات من قبل بعض العناصر التى تحاول النيل منه أو خرق القانون. وكان مواطنو مدينة شرم من المؤيدين والمعارضين للرئيس السابق فور صدور قرار وزارة الداخلية بترحيله قد توافدوا على المستشفى بالعشرات حتى زادت أعدادهم فى غضون دقائق الى المئات خلال الساعات الأولى من الصباح الباكر لدرجة أنهم أعاقوا حركة مرور السيارات القادمة من منطقة خليج نعمة السياحية والمطار والمتجهة الى السوق التجارى القديم والعكس على مدى أكثر من نصف ساعة وظل جميعهم فى حالة من الترقب والانتظار الذى استمر لساعات طويلة، وبعضهم تناول طعام السحور على الرصيف الموازى للمستشفى فى محاولة لمشاهدة مبارك أثناء ترحيله. وتكدس المستشفى بأعداد كبيرة من السيارات الفارهة من أحدث الماركات لتصل الى 7 سيارات بألوان مختلفة جميعها اصطف بالقرب من حديقة المستشفى فى انتظار أمر بالتحرك الى مطار شرم الشيخ، بالإضافة الى سيارات مديرية الأمن والمدرعات والسيارات المصفحة المخصصة لتأمين سير مبارك بطريق السلام السياحى الى المطار لمسافة 30 كيلو مترا، حيث تم تأمين الطريق المؤدى إليه بعناصر قوات الأمن. وأرسلت وزارة الصحة طائرة مجهزة طبيا الى مطار شرم الشيخ لتقل مبارك الى القاهرة وبرفقته الفريق الطبى المعالج له خشية لتعرضه لانتكاسة صحية مفاجأة. وظل اللواء/ محمد نجيب عيسى مدير أمن جنوبسيناء وبعض القيادات الأمنية داخل المستشفى ولم يغادر سوى للحظات لمرافقة الرئيس السابق الى المطار والإشراف على الخطة الأمنية الذى أعدتها مديرية الأمن بالتنسيق مع وزارة الداخلية بهدف تأمين ترحيله. وفى الوقت نفسه ظل مبارك على مدار اليوم داخل غرفته وبرفقته سوزان ثابت وحفيده عمر. ولم يتحدث مع أحد وأصبح فى حالة من الترقب والانتظار حتى تحين ساعة المغادرة، وقد بدأت على وجهه علامات الحزن والقلق والتوتر الشديد، وكأنه غير مصدق الأحداث التى تمر من أمامه حسبما ذكر شهود عيان من داخل المستشفي. وفى الساعة الرابعة صباحا و10 دقائق خرجت من البوابة الرئيسية للمستشفى سيارة مرسيدس ذات اللون الكحلى يستقبلها أربعة أفراد، وظن المنتظرون أمام المستشفى أنها السيارة التى تقل الرئيس السابق استعدادا للترحيل، لكنه تبين أنها سيارة تقل الحراسات الخاصة وخرجت للتمويه وتأمين خط السير من المستشفى الى المطار. وفى الساعة الخامسة و24 دقيقة خرجت سيارة مرسيدس أخرى مسرعة يستقلها صهره محمود الجمال وبرفقته أحد الأطباء المعالجين لمبارك وفر أمن وحراسة فى طريقها الى المطار للاطمئنان على مستوى تجهيز الطائرة من الناحية الطبية، وكاد أن لاحقها بعض الصحفيين لالتقاط إحدى الصور فى اعتقاد منهم أنه بداخلها الرئيس السابق. وفى الساعة السادسة و40 دقيقة طلب الفريق الطبى المرافق له التروللى الخاص بسيارة الإسعاف (السرير المتنقل) التى كانت تنتظر أمام أقسام الطوارئ والاستقبال بالمستشفى للصعود الى غرفته بالطابق الثالث وبعد مرور 16 دقيقة، أى الساعة السادسة و56 دقيقة، استقل مبارك المصعد الكهربائى من الطابق الثالث الى الطابق الأرضي مستلقيا على التروللى ومغطى بملاءة بيضاء اللون، لم يظهر منها سوى وجهه وبرفقته هايدى راسخ زوجة نجله علاء والفريق الطبى والتى حرصت على وداعه حتى سيارة الإسعاف، فيما غادرت زوجته سوزان المستشفى ولم ترافقه الى المطار، وفى غضون لحظات تم إغلاق باب الإسعاف وانطلقت 10 سيارات تقدمهم اللواء/ محمد نجيب عيسى مدير أمن جنوبسيناء بينهم ثلاثة سيارات إسعاف وبداخل إحدها الرئيس السابق للتمويه والباقى سيارات إسعاف فارغة من المرافقين، بينما استقل الفريق الطبي المرافق له السيارات الفارهة الأخرى فى طريقهم الى مطار شرم الشيخ الدولى ليستقل الطائرة المجهزة طبيا. ووصل مبارك إلى المطار الذى شهد تعزيزات أمنية مكثفة، حيث دخلت السيارات واستقل الطائرة التى أقلعت الساعة السابعة والنصف صباحا من مطار شرم الشيخ فى طريقها الى القاهرة.