مرة أخرى يتصدر تردي الوضع الصحي بتزنيت أهم الأخبار والقضايا التي تشغل بال المواطنين والمواطنات بالمدينة في نهاية الأسبوع الماضي ، من خلال ما تسرب من أقاويل وأخبار عن تفشي سلوكات غير لائقة بهذا المرفق الحيوي الذي يرتبط بشكل يومي وأساسي بسلامة وصحة المرضى. وبخصوص السلوكات غير اللائقة المسيئة لسمعة أطر مستشفى الحسن الأول بتزنيت، نظمت التنسيقية الإقليمية للدفاع عن الخدمات الصحية بالمدينة، وقفة احتجاجية نددت من خلالها بما يطال هذه المؤسسة «من فساد، من أبرز مظاهره تفشي الرشوة والمحسوبية وإهمال المرضى والمتاجرة بحقوقهم ومعاملتهم بطريقة غير لائقة». كما طالب النسيج الجمعوي المحتج وزارة الصحة بإيفاد لجنة تفتيش خاصة للبحث في مظاهر الفساد المشار إليها في الشعارات المرفوعة والبيانات المطبوعة والموزعة والشكايات المقدمة للمندوبية الإقليمية والجهوية بشأن ما آل إليه الوضع الصحي بهذا المستشفى من تراجع خطير،ومحاسبة من أساء لسمعة العاملين بهذه المؤسسة. هذا ولم يمض على الوقفة الإحتجاجية التي نظمتها التنسيقية الإقليمية للدفاع عن الخدمات الصحية بتزنيت والمكونة من عدة هيآت سياسية ونقابية وحقوقية، غير أيام قليلة حتى وقف عامل الإقليم بنفسه وبشكل مفاجئ على هذا الإهمال مؤخرا ،بعد تلقيه شكاية مفادها أن ضحايا حادثتي سير واحدة ببنوعمان والثانية بسيدي أحمد أو موسى ،أسفرتا عن وفاة شخص واحد وإصابة آخرين بجروح مختلفة بعضها كان خطيرا، لكن عندما تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج،فوجئوا بتوجيههم إلى مستشفى الحسن الثاني بأكَادير،لعدم وجود الطبيب المختص في علاج الكسور،وعدم توفرالمستشفى على التجهيزات الضرورية لإجراء مثل هذه العمليات، فتوجه عامل الإقليم إلى المستشفى ووجه توبيخا شديدا للطبيب المختص المداوم الذي لم يكن متواجدا آنذاك بالمستشفى قبل مجيء المسؤول بالإقليم. والغريب في الأمر كذلك هو أن العامل وجد فراغا إداريا بهذه المؤسسة، بحيث لم يجد المندوب الإقليمي ولا مدير المستشفى لكونهما يوجدان في إجازتهما، ولا من ينوب عنهما ولم يجد كذلك الطبيب المداوم، مما يعني أن المؤسسة تُسيّر بفوضى عارمة وهذا ما أجج في وقت سابق غضب الشارع،وأشعل فتيل الإحتجاجات من قبل النسيج الجمعوي بتزنيت الذي كان ومازال يطالب بتوفيرخدمات صحية دائمة ويومية للمواطنين بعيدا عن أي ابتزاز أو محسوبية أو مساومة أو إهمال. وما أثار استغراب الجميع أيضا هو أن الطبيب الغائب عن المستشفى،وبعد استدعائه للحضور،دخل في مشادة مع عامل الإقليم لما سأله هذا الأخير عن سبب غيابه، وحسب مصادرنا، فقد أجابه بقوله:«ماشي شغلك...أنا ما خدامش عندك»! فكان هذا الرد هو ما أجج غضب العامل الذي ذكره بأنه يمثل الملك والحكومة ويسهر على سلامة وصحة المواطنين،وأنه سيقوم بالإجراءات اللازمة لوضع حد لهذا التسيب الذي يطال هذا المرفق العمومي!