"ماشي شغلك ... أنا ما خدامش عندك" بهذه العبارة المستفزة واجه طبيب إحدى التخصصات بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت نهاية الأسبوع عامل الإقليم إدريس بنعدو، فحسب مصادر الأحداث المغربية اضطر بنعدو إلى مغادرة حفل كان يترأسه بحي دوتركا للانتقال شخصيا وعلى وجه الاستعجال إلى المستشفى بعد تلقيه هاتفيا شكاية من مواطنين قالت نفس المصادر أنهم تعرضوا لحادثة سير على الطريق الإقليمي الرابطة بين جماعة بونعمان وتيزنيت،... ولما نقلت سيارة الإسعاف التابعة لمصالح الوقاية المدنية ضحاياهم من الجرحى وجثة هالك من بينهم، فوجئوا بتوجيههم من قِبل المصالح الصحية إلى المستشفى الجهوي بأكادير رغم كون مستشفى تيزنيت يتوفر على كافة متطلفات العلاجات الأولية المتطلبة، ليعلموا فيما بعد أن التوجيه أملاه غياب طبيب تخصص ضروري للعلاجات، وأضافت مصادرنا أن نفس الطبيب لم يكن لا في عطلة ولا في مهمة رسمية خارج المؤسسة الصحية، بل إن تخصصه الحساس لحالات الطوارئ يفرض عليه الإلزامية والمداومة إنقاذا لأرواح الضحايا المفترضين. نفس الموقف سيكون مصير ضحايا حادثة أخرى تزامنت مع الحادثة الأولى هذه المرة بجماعة سيدي أحمد أوموسى بدائرة أنزي نقلت سيارات الإسعاف ضحاياها ليلقوا التوجيه إلى أكادير في انتظارهم، وهذا ما خلق حالة من الاحتقان والتوتر في أعصاب ذوي الضحايا فتحركت الهواتف النقالة لتوصل الوضع إلى العامل بنعدو الذي حل بالمستشفى ليشرف بنفسه على ضمان العلاجات للضحايا بعين المكان بعد وقوفه على حالة من شبه فراغ إداري نتيجة وجود كل من المندوب ومدير المستشفى الإقليمي في عطلتهم، ومع حضور الطبيب الغائب بعد استدعائه على عجل صب عامل الإقليم عليه جام غضبه في مرافعة ذكر فيه المحيطين به وخاصة الطبيب المذكور بما يتحمله العامل من مسؤوليات تجعل أمن وسلامة المواطنين في عاتقه وكذا ضمان السير العادي للمرفق العام بصفته ممثل الملك وكذا الحكومة بالإقليم، وحسب مصادر الجريدة فقد أدى الرد المتسرع من الطبيب على العامل لما سأله عن سبب غيابه بعبارة "ماشي شغلك ... أنا ما خدامش عندك" إلى غضب العامل. وفي تفاعل الشارع التيزنيتي مع هذا الحادث فقد اعتبرت مصادر من التنسيقية الإقليمية للدفاع على الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي والمكونة من هيئات سياسية ونقابية وحقوقية ومدنية اعتبرت الحادث مؤشرا ميدانيا يؤكد بما لا يدع مجالا لشك المسؤول الأول بالإقليم أن ما سبق للتنسيقية أن انتقدته واحتجت عليه من تفشي للرشوة وإهمال للمرضى ومعاملتهم غير اللائقة والمتاجرة بحقوق المرضى، كما قال عضو في التنسيقية للجريدة أن الحادث يؤكد من جديد أن مطلب إرسال لجنة للمفتشية العامة بالوزارة إلى تيزنيت وترحيل أطر "مشبوهة" تسيء لسمعة الأسرة الصحية ونبل رسالتها على حد قول المتحدث بات مطلبا ملحا حتى تتصالح المؤسسة الصحية مع المواطن بتيزنيت. محمد بوطعام