عازف وهب العمر شدوا، يزيح عن القلب أحزانه، في مقاماته تتألق قامته. أبجدية كون رموز كتابتها سبعة من حروف توحد عالمنا. نتحدث رغم اختلافاتنا لغة واحدة. خشب يستجيب لأوتاره، تأكل القلب أنغامه، يستريح إلى حضن عازفه، فترانا وقد سلبتنا العقول، مناجاة عود، يئن ومن وجع، فنقاسمه شجنه. أهو الخشب المتألم أم هي لوعة صاحبه، تتداولها أنمله؟ زمن شاسع بين من يعزف العود فنا، ومن صار يضربه. من يغازل آلته ينحني لقداستها، والذي قد تتيه أصابعه، تتشابك أوتاره، فمقام «النوى» علوة و»السيكا» دردبه. قد غزانا التطفل فنا ولحنا فصرنا ضحايا تلوث أسماعنا، بعد أن لوث الهم أبصارنا، ونخاف على الشم واللمس والذوق من هجمة قاضية. كيف تلتقط الأذن صوت الحياة نهارا وليلا، لتجعلنا ننتعش؟ حرقة النغمات سبيل إلى النفس توقظها، وإلى الجسد المتماسك ترقصه، وإلى الأفق الرحب تمنحه حسن ما يرتديه: عزفت رقة النسمات ترانيمها فبدا الأقحوان أسير النغم ينثني نشوة، وتبايعه الضفتان ثملا تتكسر أعطافه خدرا لو بغير الغناء له شغف كف عن حلمه واحترق وحزينا يلوك القتاد على الغصن حسرته ليدون سيرته المطفأة. مرحبا ب «السعيد» يشرف أحبابه، بتواضعه، وبرغم انشغالاته. «أصدقاء ديونيزوس» وقد سعدوا بوجودك بينهم. يحتفون برائد عزف تناءت أغاريده، فاستحق ثناء، ونال اعترافا بإنجازه في ربوع المعمور. فهنيئا لنا بك ضيفا عزيزا تسامق إبداعه، ودوام المسرة والعمر والفن عبر المدار. شاعر