طفت على سطح الدار البيضاء، عدة فضائح مدوية كان أخطرها تزوير إرادة الناخبين في الانتخابات الجماعية الأخيرة وما واكبها من نهب للمال العام بمختلف الطرق والوسائل، حتى أضحى بعض «الأشباه» أصحاب ملايير وأملاك، والأخطر أنهم أصبحوا «سياسيين» يساندون الدستور عبر بلطجية مدجنين ومخدرين! لقد أساء هؤلاء للبيضاء وللوطن دون أن يرف لهم جفن وتطالهم أية متابعة ، سواء قضائية أو إدارية، ولم تحرك الإدارة «الجرارة» الوصية ساكنا! الغد القريب يتطلب من المغرب تفعيل الدستور الذي صفقنا له رغم... لأننا نريد انتقالا دون جراح ولا دم ولا زنكة زنكة.. فهل بمثل هذه الوجوه «اللصوصية والوهمية» نبني الثقة لدى أكثر من 73% من المغاربة الذين صوتوا بنعم لبناء ملكية برلمانية ومغرب جديد؟ بهؤلاء لا يمكن أن نذهب سوى إلى «الجحيم»، أما النخب الحزبية الوطنية، سواء التي اقتنعت بهذا الحد الأدنى الدستوري، أو التي قاطعت من منطلق وطني، كذلك، لا يمكن أن نساويها بهؤلاء البلطجية المندسين في الحقل السياسي والمسخرين من طرف مافيا الريع بكافة مستوياته وتلويناته، ذلك لأن السياسة ، في الأصل، أسلوب وأخلاق، وكذا إخلاص للوطن، وليست مصالح شخصية يتهافت خلفها ضعاف النفوس. وبالعودة للدار البيضاء، فمربع الفساد واضح: رجال سلطة فاسدون ، سواء في الظاهر أو العلن، ومنتخبون مرتشون باعوا مرافق البيضاء وفوضوا ماءها وكهرباءها وطرقها وبحرها لأجانب «وهميين» جعلوهم ستارا خلف مشاريعهم! كذلك في الدارالبيضاء يتم تبييض الأموال والأشخاص في عتمة السياسة الفاسدة أصلا، أما الدولة ، كقضاء وكإدارة ، فليست سوى واجهة تحكم البسطاء فقط! بينت نتائج الإستفتاء على مستوى الجهة ، أن نسبة العزوف كانت أكبر في المناطق الشعبية التي يحكمها «سماسرة» اغتنوا من أسواق الجملة بالبيضاء، والذين حتى في هذه المناسبة، لجأوا إلى احتكار البطائق الانتخابية ومنع وصولها إلى أصحابها الذين يخالفونهم الرأي ، لأن هؤلاء يقولون في دواخلهم :«عدلوا الدستور، فإن هاهنا لقابعون»! إنها بالفعل معضلة حقيقية، فإذا كان المغرب بالأمس يواجه خطر «السكتة القلبية» ، فإن اليوم الدار البيضاء هي القلب ، والقلب عليل، فإما أن تنفض الدولة غبار الذل والمهانة عن ساكنة البيضاء ، وإلا فإن أعداء المغرب يخططون ليضعوا المغرب من جديد أمام «السكتة القلبية»!