هنأت زبيدة بوعياد رئيسة الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين, كافة المغاربة على «النضج الكبير الذي أبانوا عنه في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة وعلى التعبئة الوطنية المثالية التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز الوطني العميق، فإنني أعبر كذلك عن اعتزاز كل الاتحاديات والاتحاديين بالمضامين المتقدمة للوثيقة الدستورية والتي أخذت بعين الاعتبار الأغلبية الساحقة للمقترحات الرائدة التي كان الاتحاد الاشتراكي سباقا إلى طرحها وإلى المطالبة بالإسراع في تبنيها.» وقالت في معرض تناولها الكلمة إثر إحاطة مجلس المستشارين علما باسم الفريق الاشتراكي إنها تحس «ببالغ الفخر والاعتزاز بالنجاح الكبير الذي حققناه جميعا في إقرار إصلاح دستوري عميق وغير مسبوق في تاريخ الدولة المغربية الحديثة». واضافت رئيسة الفريق الاشتراكي أننا نجحنا في تحقيق انتقال كبير نحو الدولة الديموقراطية دون أن نخطئ الطريق ونؤدي ثمنا باهظا على ذلك مثل ما هو واقع الحال في عدد من النماذج المجاورة التي دخلت إلى نفق لا نستطيع التكهن بمآله. واعتبرت بوعياد أن المدخل الأساسي لتحقيق هذا التوجه هو «المبادرة السريعة إلى تفعيل مقتضيات ومضامين الوثيقة الدستورية وتحويل الإمكانات الديموقراطية والأدوات التخليقية والتدابير المؤسساتية إلى واقع حي يحس من خلاله المواطنون أنهم أمام بناء مؤسساتي وحكامة اقتصادية وتدبير عقلاني للشأن العام وتحكيم قضائي عادل ومنصف وتخليق فعلي لمختلف مناحي الحياة العامة... فلم يعد مسموحا اليوم بعدما وصلنا إليه من تأسيس دستوري لمغرب الغد أن نتراجع على مستوى التفعيل أو أن نتقهقر إلى الوراء في تقوية مشهدنا السياسي وفي محاربة الفساد على كافة المستويات وفي ربط المسؤولية بالمحاسبة وفي تعزيز الحريات وتقوية حرية الرأي والتعبير. ولعل من أولويات النجاح في هذا الورش الكبير هو العمل على تأهيل الهيآت الحزبية الوطنية ونخبها وأطرها لتكون في مستوى قيادة الإصلاح السياسي والديموقراطي المغربي. فلا ديموقراطية دون مؤسسات حزبية قوية، ولا مؤسسات سياسية قوية دون نخب حزبية وطنية ومبادرة ولا حياة سياسية طبيعية وحداثية دون أطر ومناضلين متشبعين بمبادئ وأخلاق النزاهة والديموقراطية.