التأم الأطباء البياطرة المغاربة، يومي السبت والأحد بالصخيرات، في إطار المناظرة الوطنية الثانية للأطباء البياطرة، لبحث سبل تطوير الإنتاج الحيواني والسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية. وتروم هذه المناظرة، المنظمة تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، تحت شعار «الطبيب البيطري، شريك لمخطط المغرب الأخضر من أجل تنمية والحفاظ على سلامة المنتوجات الحيوانية»، فتح نقاشات عميقة حول آفاق تطوير مهنة البيطرة بالمغرب وسبل تمكينها من مواكبة المستجدات التي عرفها الطب البيطري على الصعيد الدولي، سعيا إلى تمكين الفاعلين في هذا القطاع من المساهمة بفعالية في تطبيق البرامج المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر» . في كلمة بالمناسبة، قال وزير الفلاحة والصيد البحري إن الأطباء البياطرة أضحوا بحكم الأدوار الهامة التي يضطلعون بها، فاعلين محوريين في السياسات الهادفة إلى تنمية قطاعي الإنتاج الحيواني والسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، مبرزا في هذا السياق إسهامهم الكبير في ضمان سلامة المنتوجات ذات الأصل الحيواني والتأكد من استجابتها لمختلف معايير الجودة المتعارف عليها عالميا. وأوضح الوزير، في سياق متصل، أن هذه الضرورة اقتضت إحداث المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، باعتباره أداة استراتيجية مكنت من تعزيز الدور المحوري للطبيب البيطري في مجالات تهم الرقي بجودة المنتوجات الحيوانية، والحفاظ على الصحة الحيوانية، وتدبير الأزمات الصحية، وحماية المستهلك، مضيفا أن هذه المؤسسة جاءت كذلك لتصاحب تطبيق البرامج المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر». وأضاف خلال هذه المناظرة المنظمة من طرف الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة بالمغرب، أن تعبئة المصالح البيطرية، في إطار سعيها إلى الحفاظ على صحة المستهلك، مكنت من التحكم في العديد من الأزمات الصحية المرتبطة بظهور أمراض حيوانية معدية عابرة للحدود، من خلال المراقبة الناجعة للقطيع الوطني ووضع برامج فعالة لمحاربة هذه الأمراض. وأشار إلى أن التمكن من التحكم الكامل في طاعون المجترات الصغيرة، الذي ظهر للمرة الأولى في المغرب سنة 2008، يعتبر خير مثال على هذا المعطى. من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، إن مهنة البيطرة التي يزاولها أزيد من 1200 طبيب موزعين على مختلف مناطق المملكة عرفت تحولات إيجابية كثيرة خلال السنين الأخيرة، حيث أضحت اختصاصاتهم تهم مجموعة من المجالات التي تتعلق على الخصوص، بالصحة البيطرية العمومية، والمراقبة الصحية، ومراقبة المواد ذات الأصل الحيواني والصناعة الدوائية البيطرية. كما تعززت مساهمة البياطرة يضيف السيد مرزاق في مجال الإنتاج الحيواني خلال السنوات الأخيرة، عبر تطوير التقنيات المستعملة في مجال تدبير القطعان، وتحسين الموروث الجيني من خلال استعمال التخصيب الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذه الجهود أفضت إلى تحسن مستويات الإنتاج واستهلاك المواد الحيوانية الذي تضاعف خلال السنتين الأخيرتين. وأضاف أن مهنة البيطرة في المغرب تعززت ببلورة مخطط «المغرب الأخضر»، الذي يعد فرصة للشراكة العملية والمستدامة من أجل الرفع من الإنتاج الحيواني وتشجيع إحداث القيمة المضافة من خلال التحويل والتسويق الذي يستجيب للمعايير الصحية المتعارف عليها دوليا، موضحا أن الأداء الجيد لمهنيي القطاع يحظى بالاعتراف على الصعيدين الوطني والدولي. يشار إلى أن هذه المناظرة، التي حضر جلستها الافتتاحية أطباء يمثلون مختلف جهات المملكة إلى جانب عدد من الفاعلين الدوليين، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 250 لإنشاء أول مدرسة بيطرية في العالم بمدينة ليون الفرنسية، تناولت عددا من المواضيع، المتعلقة على الخصوص، بقطاع الصيدلة البيطرية، والقطاع العام ومهنة البيطرة، والصحة البيطرية العمومية، والتنظيم القانوني لمهنة البيطرة.