بعد معاناة دامت لأزيد من عام ونصف، خرجت صباح يوم 29 يونيو 2011، ساكنة دوار احمر عمالة مقاطعة الحي الحسني، بالعشرات مدعومين بجمعيات المجتمع المدني، احتجاجا على ما وصفوه ب «الوضعية المتردية التي باتت عليها الطريق، المنفذ الوحيد للساكنة من و إلى الدوار»، وما لذلك من انعكاسات سلبية على أكثر من صعيد، اجتماعيا وصحيا، وهو ما أرجعته، مصادر من الساكنة المحتجة في تصريح للجريدة، إلى «أشغال البناء الجارية بالمنطقة والضغط المكثف لشاحنات الوزن الثقيل المحملة بآلاف الأطنان، ما أثر بشكل واضح على مستوى بنية الطريق التي أضحت غير صالحة حتى للراجلين ، دون الحديث عن الغبار المتناثر الذي وصل إلى داخل غرفنا، ما أثر على أطفالنا و شيوخنا ومرضانا...». فواتير صحية باهظة تلك التي بات يتحمل أعباءها الأصحاء والمرضى من قاطني المنطقة جراء طمس معالم الطريق، التي يقول المتضررون، إنهم صرفوا عليها وبإمكانياتهم الخاصة والبسيطة، في مساهمة بلغت 50000 درهم، كل هذا يقول منصور لكبير أحد السكان ذهب أدراج الرياح و كأن شيئا لم يكن». «تكرفسو علينا آولدي...هذي عام ونص و حنا نعاني.. كنا هانين...» عبارة خرجت دون تردد وفي حالة تذمر واضح من فم إحدى السيدات ،كانت كافية لتلخص الحالة التي عليها الساكنة ، مضيفة :«التلاميذ أضحوا يستعملون حذاءين ، أحدهما لقطع الطريق، أو ما يسمى تجاوزا بالطريق، قبل انتعال الحذاء الثاني بعدما تنتهي صلاحية الأول بسبب الغبار الذي يفوق حدود المتوقع»! جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة تعبأت من جانبها للخروج الى جانب الساكنة بعد اجتماعات ماراطونية جمعتهم بممثلي الشركتين المعنيتين والسلطات المحلية، كان من نتائجها، استنادا لما جاء في شكايات المتضررين، العديد من الوعود، و«بعدما نفد صبرنا ، يقول السكان، خرجنا للتظاهر رغم محاولة ثنينا على ذلك بإيجاد صيغ تفاوضية، لأن الوضع بات لا يقبل الانتظار» وعن الدعوة إلى هذه الوقفة الاحتجاجية أكد أحد ممثلي المجتمع المدني (سعيد ايد بلقاسم)، أنها «لم تأت إلا بعد مسار طويل من المفاوضات مع الشركتين المعنيتين بحضور السلطات المحلية، حيث راسلنا عامل المنطقة في أكثر من مناسبة، كانت أولها بتاريخ 27 أبريل من السنة الجارية، تلتها مراسلة في 26 ماي 2011 عبارة عن إخبار بتنظيم وقفة احتجاجية ... وقد نظم لنا لقاء بالملحقة الإدارية» الليمون «على صعيد مقاطعة الحي الحسني، حضرته الجمعية، بالإضافة إلى ممثل عن الشركة المعنية وقائد المنطقة ثم رئيس الدائرة الحضرية، حيث خرجنا باتفاق مفاده انه ستتم عملية الرش المنتظم للطريق تفاديا للغبار المتطاير، مع تسويتها لتظل الأمور على حالها». و في نفس السياق اجتمع ممثلو الساكنة من جديد بتاريخ21 يونيو 2011 في لقاء آخر ضم هذه المرة ممثلي الشركتين ، مصدر القلق بالنسبة للمتضررين، ، وبحضور ممثلي السلطات المحلية دائما، تم الاتفاق هذه المرة على أنه بعد يومين أو ثلاثة أيام سيتم إيجاد الحل النهائي و تعبيد الطريق قصد تفادي كل هذه المشاكل اليومية ،ليظل الأمر في حدود الوعود مؤجلة التنفيذ أو حبرا على ورق» كما جاء في شكاية للساكنة نتوفر على نسخة منها كما تم توجيه شكاية أخرى إلى عامل العمالة قبل يومين من تنظيم وقفة الأربعاء 29 يونيو التي تأتي للمطالبة بتسوية وضعية الطريق و العودة بها ما أمكن إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل بداية أوراش البناء.