تتميز أيام مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بعروض غنية لعدة أفلام في اطار المسابقة الرسمية أو في إطار الصنف الوثائقي إضافة إلى سينما الهجرة وتكريم للسينما السورية الحاضرة بقوة . ففي إطار المسابقة الرسمية شهدت قاعة العرض بسينما النهضة الفيلم الاسباني «كاملين بكم كابتانيس «vous êtes tous des capitaines» ( 80 دقيقة ) لمخرجه «اوليفر لاكس» وبمشاركة شكيب بن عمر، نبيل دوركال، محمد ببلوح وآخرون. أطوار هذا الفيلم تدور بمدينة طنجة ونواحيها حيث يريد المخرج من خلال مشروعه الفيلمي إشراك أطفال في انجاز فيلمه وبالتالي الاستعانة بأطفال مركز اجتماعي تابع لإحدى الجمعيات بطنجة حيث سيكتشف الأطفال لأول مرة الكاميرا والوسائل المتبعة في تصوير الأفلام بطلاقة عفوية. علاقة المخرج الأوروبي بالأطفال وطريقة عمله معهم أثناء التصوير جعلهم ينتقدونه ويقاطعون مشروعه ويطالبوا بتغيير أستاذهم الذي ركز على حرية الكل في اتخاذ مشروعه الخاص لكن وفق رزنامة موحدة الرؤيا ليتغير مسار المشروع. بعد انتهاء الفيلم وخلال مناقشته أكد «أوليفر لاكس» على أهمية فيلم من الناحية الاجتماعية و التعريف بدور الأطفال في وضعية صعبة كما أن الحرية والمبادرة الخاصة التي ركز عليها في فيلمه جعلت الصبغة التربوية تطغى عليها وبالتالي يعتبره مشروع مغاير عن باقي الأفلام ويحتفظ بلمسته الاجتماعية تجاه شريحة مهمة بالمجتمع المغربي. كما ان اختياره للأبيض والأسود هو التعبير الفني السليم لحقيقة الأشياء رغم تعقد ألوان الحياة المعاصرة. عروض أخرى شهدتها نفس القاعة بعد الزوال حيث كان الجمهور على موعد مع الوثائقي «إيران، ثورة سينمائية» لمخرجه «نادر هومايون»، حيث أراد من خلاله إبراز معاناة السينما الإيرانية مع النظامين الملكي والإسلامي وبالرغم من ذلك فرضت نفسها في كبريات المهرجانات الدولية حيث تطور المجتمع الإيراني صاحبه تطور العلاقة بين الإبداع والرقابة وبين رجال الفن ورجال السلطة طيلة عقود من الزمن. عرض آخر في إطار المسابقة الرسمية بعرض الفيلم المصري «ح اوي» لمخرجه ابراهيم البطوط، حيث يحكي عن قصة سجين أفرج عنه من أجل مهمة قصد استرجاع وثائق غاية في الأهمية وهو عجوز سيتيه في دروب المدينة رفقة فرسه وتجمع فرقة موسيقية لكتابة أغاني بالمناسبة. مدينة الإسكندرية جوهر الفيلم تبرز من خلال التجارب الإنسانية عبر صور معالمها الحديثة. السينما السورية في حفل تكريم من خلال عرض الفيلم السوري «الهوية» لمخرجه غسان شميط، حيث كان الجمهور مع عدة تساؤلات حول الحب والموت ومعنى الوجود في تاريخ البشرية. أفلام وورشات وندوات وأنشطة مكتفة جعلت مهرجان الرباط الدولي للفيلم يلقى إقبالا مهما من الجمهور وهو ما خلق ديناميكية غير متوقعة لهذا الحدث الثقافي الدولي.