عشرات ملايير السنتيمات لدعم وتأهيل العديدد من مجالات الصناعة التقليدية في أفق 2015 ،منها ما يقارب 36 مليار سنتيم خاصة بمنطقة مراكش، تانسيفت. مصادر مطلعة أوضحت لنا في هذا السياق أن استراتيجية الدعم والتأهيل التي ترمي في أبعادها العامة الاسهام في النهوض بالصناعة التقليدية، والرفع من قيمتها المضافة بالانتاج الوطني الخام، تقوم على مرتكزات وخصائص محددة، منها منح وتمكين المنخرطين في إطار أحياء حرفية من الدعم الممكن واللازم، وتمتيع الصناع التقليديين من الدعم التقني من خلال تمكينهم من شراء العتاد والآليات التي هم في أمس الحاجة إليها، هذا فضلا عن بلورة وتفعيل المساعدة المالية للصانع عبر فتح المجال له في عملية التكوين، والتكوين المستمر، ومده بالمهارات اللازمة في مجال التسويق من خلال تنظيم معارض إقليمية وجهوية، وصالونات خارجية وإشراكه فيها. مصادر ذات صلة، أشارت من جهة أخرى، إلى أنه بالرغم من أهمية هذه الاستراتيجية في تنمية القطاع، فإن تفعيلها بالشكل المطلوب في بعض المناطق لم يأخذ مساره المأمول، وأكدت على أن نجاح مثل هذا النوع من البرامج الهامة يستدعي انخراط وتعبئة كل الفعاليات ذات العلاقة بشكل مباشر أو غي مباشر بقطاع الصناعة التقليدية مثل السياحة والتجارة، والخارجية، ووزارة الشؤون الاقتصادية علاوة على باقي الفعاليات. وفي الاتجاه ذاته، فإن حجم الشريحة الاجتماعية التي تعيش من موارد الصناعة التقليدية التي تقدر بحوالي ربع سكان المغرب، يجعل الاهتمام الجماعي بهذا القطاع الحيوي أمرا استراتيجيا ضروريا إن في بعده السوسيو-اقتصادي العام، أو بعده الثقافي. مصادر متطابقة كشفت لنا بخصوص برامج تطوير الحرف وانقاذ بعضها من الانقراض، أنه يتم الآن تفعيل، بموازاة الاستراتيجية المذكورة، محتوى برنامج انقاذ الحرف المهددة بالزوال، مبرزة في هذا الصدد، أن مبالغ مالية مهمة خصصت من أجل انقاذ حرف مرتبطة مثلا بصناعة الجلد والنسيج، وبعض أنواع صناعة الفخار مثل صناعة فخار مكناس، وصناعة الزليج التقليدي بتطوان، وكذا النقش على الخشب العالي الدقة.. إضافة إلى حرف أخرى.. وأفادت مصاردنا في هذا الاتجاه، أن حرفيي هذا النوع من النقش على الخشب لا يتعدون الاثنين فقط، وأن اهتمام برنامج انقاذ الحرف وغيره بهذه الفئة المهنية قد يسهم فعليا في إنقاذ هذه الحرفة وتطويرها وتوسيع قاعدة عدد المنتسبين والعاملين بها..