مؤشرات غير مطمئنة تقلق مهنيي القطاع السياحي بمراكش، وتغذي الشكوك في ما يخص مستقبل القطاع في الشهور القليلة القادمة . فكل شيء يؤكد أن السياحة بالمدينة الحمراء مقبلة على اجتياز وضعية محرجة ذهب بعض المهنيين إلى حد وصفها ب»الكارثية» . مؤشرات غير مطمئنة تقلق مهنيي القطاع السياحي بمراكش، وتغذي الشكوك في ما يخص مستقبل القطاع في الشهور القليلة القادمة . فكل شيء يؤكد أن السياحة بالمدينة الحمراء مقبلة على اجتياز وضعية محرجة ذهب بعض المهنيين إلى حد وصفها ب»الكارثية» . ملامح هذه الأزمة تقوت بعد اعتداء أركانة يوم الخميس 28 أبريل الماضي الذي وقع في وقت كانت تعرف فيه السوق السياحية بالمدينة انتعاشا ملحوظا . فوصلت نسبة التراجع إلى مستوى جد مرتفع بلغ في بعض مؤسسات الإيواء أزيد من 90 بالمائة خلال شهر يونيو، وانعدام أية حجوزات في يوليوز وغشت المقبلين . وحسب خبير في القطاع السياحي بمراكش، فالأزمة اشتدت بشكل كبير بفعل تراجع سياحة المؤتمرات والأعمال التي تساهم ب30 بالمائة منالسوق السياحية . ووصلت نسبة تراجعها في الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد أبريل، إلى ما يناهز 70 بالمائة. وأخطر ما في الأمر ليس هو انخفاض الإقبال السياحي على المدينة، بل انعدام الرؤية بخصوص تطور السوق السياحية خلال الأشهر القادمة . إذ أن الجميع في حالة ترقب مبهمة . واعتبر أن أجواء الامتحانات التي يعرفها عادة شهر يونيو لا تسمح بانتظار نمو مفاجئ في عدد النزلاء من السياح الأجانب . كما أن حلول رمضان في شهر غشت المقبل سيجعل من الصعب على السياح الأوربيين تفضيل المدينة كوجهة لقضاء عطلتهم . وهكذا فالفترة المعول عليها لدى المهنيين هي التي تتراوح مابين 25 يونيو إلى 25 يوليوز . وهو ما يعني أن السياحة بمراكش ستواجه صيفا صعبا سيتحمل نتائجه أصحاب المنشآت السياحية والعاملون بها على حد سواء . ويرى ذات المصدر أن العامل الأساسي في الاستقطاب سيكون هو تنافسية الأسعار المقترحة في السوق، خاصة أن الزوار الذين من المحتمل أن يقبلوا على المدينة يعولون على منتوج يتناسب مع إمكانياتهم المادية بفعل نتائج الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلدان الأوربية ، علما بأنه من المنتظر أن يستقطب القطاع غير المهيكل من مؤسسات الإيواء من شقق مفروشة وفنادق غير مصنفة، الجزء الأكبر من الزوار لكونه يتلاءم مع قدراتهم المالية واحتياجاتهم . ويقلل المهنيون من قوة مخطط الإنقاذ الذي تعده الإدارة الوصية على القطاع، المرتكز على تفعيل السياحة الداخلية في شهري يوليوز وغشت للتخفيف من الأزمة لكونه جاء متأخرا. أزمة السوق السياحية بمراكش الموسومة بأرقام الانخفاض في كل شيء، في عدد الوافدين على مطار المنارة، وفي عدد النزلاء بمؤسسات الإيواء وفي عدد الليالي السياحية ، أثرت على الأداء الاجتماعي للقطاع ، إذ أخذت مجموعة من المؤسسات في تسريح عمالها أو منح عطل بدون أجر ، أو الاكتفاء بنصف مدة العمل . فيما توقفت عمليات التشغيل وهو ما ينذر بأزمة اجتماعية مصاحبة لأزمة السياحة، الشيء الذي يعكسه تأثر قطاعات أخرى بالمدينة الحمراء جراء تراجع أداء السياحة بما في ذلك قطاع البناء، مثلما تعثرت عمليات توسيع الطاقة الإيوائية التي كان من المنتظر أن تتعزز بافتتاح عشر وحدات فندقية جديدة خلال هذه السنة، إلا أن كلفة الأزمة ستقلص هذا العدد إلى ست وحدات جديدة في الأقصى . ومعلوم أن حوالي 35 ألف أجنبي يقيمون بمراكش، منهم 15 ألف فرنسي والذين يتوفرون منهم على بطاقة الإقامة الدائمة يناهزون 6500 مقيم . كما تتوفر المدينة على 190 مؤسسة فندقية مصنفة و650 دارا للضيافة . أما القطاع غير المهيكل فيضم أزيد من 2000 فندق ودارا للضيافة غير مصنفين .