أضافت مسيرة تنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير لأول أمس الأحد، انطلاقا من ساحة النصر عبر شارع للاالياقوت في اتجاه محج الحسن الثاني، شرخا جديدا إلى جسم الحركة، بعد سلسلة الشروخات التي أصابتها خلال الجموع العامة الأخيرة، وخلال اللقاء التقييمي الذي لم ينعقد، وذلك برفع وترديد شعارات لاعلاقة لها بمطالب الحركة، كما وردت بأرضيتها التأسيسية وغير متفق عليها، من قبيل يافطات كتب عليها «قاطع قاطع يا شباب مهزلة الانتخابات» ، وهي الشعارات التي تٌبين رؤية وتوجه بعض مكونات الحركة، وخاصة النهج والعدل والإحسان، اللذين حاولا ثني مكونات أخرى عملت على التصدي للأمر، حين استفسرت عن سبب رفع اليافطات المذكورة، فكان أن تم تسخير مجموعة من البلطجية وعناصر من العدل والإحسان لمواجهة الأمر بدعوى أنها «اختيارات وقناعات الشعب»! لتكون بذلك هذه الحادثة نقطة سوداء في مسيرة الأحد، شأنها في ذلك شأن تحفظ البعض على رفع العلم الوطني في مقدمة المسيرة الذي جلبه ورفعه أعضاء من الحركة من المستقلين والاتحاديين، حيث طالب الرافضون بأن يتقدم «لواء» الحركة الأسود المسيرة بأكملها ! مسيرة الأحد تميزت بغياب القوى الأمنية مقابل حضور عناصر أمن المرور وبعض أفراد الشرطة القضائية والاستعلامات العامة بالزي المدني، إضافة إلى ممثلي السلطة المحلية، والذين تواجدوا قبل انطلاق المسيرة بساحة النصر بالتحديد، في حين تحلق عدد من أعضاء ما يطلق عليه اسم «الشباب الملكي» بدورهم بالساحة المذكورة للتعبير عن موقفهم الرافض للحركة، هذه الأخيرة التي حضر في البداية بعض عناصرها بنفس المكان قبل أن تتقاطر الأفواج بشكل منظم حوالي الساعة الخامسة و 45 دقيقة عبر 3 منافذ ،هي شارع رحال المسكيني وزنقة خريبكة و انطلاقا من مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث توسطوا الساحة وشرعوا في ترديد الشعارات المختلفة، سواء المطالبة بمحاربة الفساد وبالإصلاحات السياسية والدستورية، أو أخرى من قبيل «حرية حرية » و « ايلا حنا سكتنا شكون يتكلم ...» ، واش انت مسطي تاكل لي رزقي» في حين رفع «الشباب الملكي» شعارات من قبيل « واش انت مسطي تدوي بسميتي»، هذا في الوقت الذي رفعت فيه الأعلام الوطنية لأول مرة بعد وقفة 20 فبراير في أول خرجة لها في العاصمة الاقتصادية، وهنا وقعت مجموعة من المناوشات حول من يتقدم المسيرة هل العلم الوطني أم علم الحركة ؟ مرت الدقائق قبل أن تنطلق المسيرة، واتضح أن هناك من يدفع بعزلها عن المقدمة وتأخير صفوفها الخلفية، وبين من يريد المكوث مطولا بالشارع، وهو ما منح الفرصة لأعضاء من «السلفية الجهادية» للتقدم بدورهم على رأس المسيرة حيث رفعوا لافتة ترفض ما وصفوه إفراجا بالتقسيط عن معتقليهم الذين اعتبروهم «ضحايا للإرهاب»، وأخرى تتضمن « نحن أطفال معتقلي قانون الإرهاب نناشد الدولة المغربية إطلاق سراح آبائنا المظلومين»، في حين حضرت شعارات تطالب بالحق في الشغل والصحة والسكن والكرامة، وأخرى تطالب «بإلغاء أحكام الإفراغ المتعلقة بالسكن الصادرة عن مختلف محاكم البيضاء لسنتي 2010 2011 ». لافتات المسيرة كان على الجميع ترقب أعدادها بشكل كبير إلى غاية الساعة السادسة والنصف حيث تكلفت جماعة العدل والإحسان بجلبها على متن «هوندا» عبر زقاق جانبي، قبل أن يتم تجهيزها بمكبرات للصوت حتى تستغل في ترديد الشعارات المختلفة المتفق عليها، وتلك الغريبة عن أرضية 20 فبراير، في الوقت الذي رفع فيه «حفدة ماو» لواءهم الأحمر، والأمازيغ العلم الخاص بهم، فتحولت بذلك مسيرة الحركة إلى مهرجان للأعلام والألوان ؟! حضور الأطفال والنساء كان لافتا في مسيرة الأحد، واستمرت في مسارها بشكل عادٍوسلس، حيث كان يعمل رجال أمن المرور على تنظيم حركة السير وانسيابها بشكل طبيعي وتغيير الاتجاهات بين الفينة والأخرى انطلاقا من مسار تقدم المسيرة، التي مرت بمقاهي ومطاعم ومحلات تجارية ظل روادها يتابعون من كراسيهم ومواقعهم تفاصيلها بشكل عادٍ ودون أن تسجل أية مناوشات. وظلت على هذا المنوال إلى أن وصلت إلى نقطة النهاية أمام مقر ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى حيث انفض المشاركون بشكل طبيعي، هذا في الوقت الذي كان المناوئون لهم يترقبونهم عند ساحة نيفادا بالأعلام واللافتات والشعارات المضادة.