اختار، عزيز توفيق رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد بالمحمدية، جريدة الاتحاد الاشتراكي، للتحدث عن برنامج «إبحار» الذي أطلقته وزارة الفلاحة والصيد البحري، ولطرح رأي مهنيي الصيد بالمحمدية حول البرنامج، ولبسط اقتراحات الجمعية التي يؤكد أنها تبنت مشروعا ضخما يتعلق بإحداث ورش لإصلاح المراكب بميناء المحمدية، لكن الأبواب ظلت منذ سنة ونصف موصدة ودون أي اهتمام. في هذا السياق، لم يخف رئيس الجمعية أنه وباقي مهنيي الصيد البحري بالمحمدية، استقبلوا برنامج «إبحار» بترحيب واستحسان، على اعتبار أنه خطوة لتأكيد الاهتمام اللازم بالبحارة والصيادين، «لكنه في نفس الوقت، يعتبر برنامجا ناقصا، ويحمل عدة عيوب، وعناوينه ليست واضحة وتحتاج للتنقيح»، مشيرا إلى أن «إبحار» الذي رصدت له خمسة ملايير درهم، لم يعر أدنى اهتمام لمشكل عويص تواجهه سفن ومراكب الصيد، ويتجسد في ضرورة مواكبتها بالإصلاح والترميم. ودون أن ينكر وجود اعتمادات في الميزانية العامة للبرنامج، تم تخصيصها للإصلاح والترميم، يرى عزيز توفيق أن طريقة تدبيرها، تبقى غير ناجعة ولا يمكن أن تمنح نتائج جيدة، متسائلا : كيف لمبلغ 30 مليون سنتيم مثلا، التي تمنح كدعم لكل مركب من مراكب الصيد، أو غيره من مبالغ الدعم التي تتفاوت حسب حجم المركب، أن تضمن تغطية شاملة وكافية طيلة السنة، علما بأن أكثر من نصف ذلك المبلغ يتم صرفه في غالب الأحيان للتنقل لمسافات كبيرة للوصول إلى ميناء يتوفر على ورش للإصلاح؟ في هذا الصدد، يذكر محدثنا، أن ميناءي طنجة والعرائش وحدهما اللذين يتوفران على ورش لإصلاح السفن والمراكب، ما يعني أن المراكب في مدن أخرى كالمحمدية، الجديدة، القنيطرة، الدارالبيضاء، وغيرها من الموانئ الكثيرة، تضطر سفنها المحتاجة للإصلاح إلى قطع مسافات جد مرهقة، دون الحديث عن قرب إغلاق ورش ميناء طنجة. ويوضح أن بميناء المحمدية، فضاء لاحتضان ورش حديث، يتوفر على كل الشروط، لكنه يفتقد لتجهيزات وآليات للاشتغال، مؤكدا أن جمعيتهم وضعت تصورا للمشروع، وطرحته أمام مختلف الجهات المعنية، لكن للأسف دون أن تتلقى أدنى إشارة للدعم والسند.وتساءل بهذا الخصوص «كيف للوزير الوصي على القطاع أن يتحدث عن برنامج «إبحار» كمخطط لمواجهة المنافسة الخارجية، دون تخصيص جزء منه لعملية توسيع البنيات التحتية ، خاصة المتعلقة منها بورشات إصلاح المراكب والسفن، كعامل ضروري لتعزيز توازن واستقرار أسطول سفن الصيد المغربية، وكعامل سيساهم بكل تأكيد في توفير فرص للشغل أمام آلاف المهنيين والتقنيين من مختلف التخصصات؟».