بطلب من وزارة الصيد البحري بالمغرب، يقوم أحد خبراء المنظمة العالمية للتغذية (الفاو) في مجال مراكب الصيد البحري، بعقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التحسيسية مع مهنيي قطاع الصيد الساحلي السطحي (سردينيي) بالمغرب. وقد برمجت الوزارة الوصية لهذه الغاية ثلاثة لقاءات تحسيسية، الأولى كانت محطتها مقر الوزارة بالرباط، والمحطة الثانية مندوبية الصيد البحري بطنجة، والمحطة الثالثة بأكادير. وعن الغاية من هذه المحطات التحسيسية، فإن وزارة الصيد البحري، وبالموازاة مع مخططاتها «الإصلاحية!» في مجال الصيد البحري، بما في ذلك، خضوعها للشروط التي تفرضها المنظمات المتخصصة في الصيد البحري. قررت إحياء مشروع العصرنة الذي سبق لمهنيي طنجة أن اقترحوه على الوزارة سنة 1999 ، وذلك بتبني اقتراح نموذج لنوعية المراكب، التي ستعوض المراكب المستعملة حالياً، في صيد سمك السطح (سردينيي) بالمغرب. ولتقريب النموذج، المقترح من الخبير الإيطالي الذي انتدبته منظمة (الفاو) لهذه المهمة بالمغرب ، قام هذا الخبير، وبمساعدة من بعض أطر وزارة الصيد البحري، بعرض شريط ثابت، لشكل ومواصفات وتقنيات النموذج المقترح، مع توضيح أكثر للمهنيين، من خلال الأسئلة والملاحظات التي تقدم بها بعض من حضر من ممثلي قطاع الصيد البحري بميناء طنجة.. وعلى هامش الموضوع التحسيسي، فقد استغل المناسبة بعض ممثلي جمعيات المهنيين وهم على التوالي محمد الخيري، وعبد العزيز العشيري، ومحمد العربي بوراس، الذين أكدوا من حيث المبدأ، موافقتهم على تحديث أسطول الصيد البحري، واستعمال النموذج المقترح في الصيد الساحلي السطحي (سردينيي) ، وتثمين المنتوج البحري. وحماية الثروة السمكية من الصيد العشوائي، وتوفير الظروف الملائمة للصيادين والبحارة، واحترام المعايير الدولية في المجال البحري.. غير أنهم لاحظوا على الوزارة، بأنه كان عليها أن تفي بوعودها فيما يتعلق بالملفات العالقة. ومنها منع الصيد الخطير لسمك السردين المخصص للأسمدة (كوانو) ، ومعالجة قضية الشباك المنجرفة من خلال تعويض المتضررين، وعدم خلط نوعية المراكب الجيدة بمصايد الشمال بمراكب المناطق الأخرى، ومراعاة وضعية البحارة الذين مازالوا ينتظرون وثائق الإبحار، وتغييب العنصر البشري من أي مخطط وزاري، وعدم التزام الوزارة بما يروج في اللقاءات الرسمية، وتسطير أشياء في محاضر الاجتماعات ونسبتها لممثلي المهنيين، وتهرب المسؤولين بالوزارة من تنفيذ المتفق عليه مع المهنيين والبرلمانيين.. وللإشارة، فإن النموذج الجديد المقترح لتعويض المراكب الحالية لصيد سمك السطح (سردينيي) ، يسع فقط ل (14) بحاراً، مع أن المراكب الحالية لصيد هذا الصنف من السمك، تسع لعدد يتراوح ما بين (30) و (40) بحارا وربانا، أي أن نموذج (الفاو) ، سيتسبب في تشريد ما لا يقل عن (10 آلاف) بحار على الصعيد الوطني..!.