تم الثلاثاء الماضي بباريس فتح تحقيق قضائي بخصوص تصريحات الفيلسوف لوك فيري الذي اتهم الاثنين الماضي أدلة وزيرا سابقا بممارسة الجنس على الاطفال. ضجيج، نتانة، فراغ. سيجد لوك فيري مادة دسمة للتفلسف في حادثة إعلامية وقعت ليلة الاثنين خلال النشرة الكبرى بقناة كانال بلوس قال ضبط وزير سابق في مراكش يمارس الجنس مع أطفال صغار، بنبرة واضحة. وفي خضم زوبعة دومنيك ستراوس كان، اعطى فيري بذلك مساهمته المثيرة في نشر الغسيل العام لكنه لم ير هذه النتيجة. النيابة العامة في باريس فتحت تحقيقا أوليا ومن المفترض ان يعطي تفاصيل أكثر للمحققين في شرطة حماية القاصرين. وأمام هول عواقب ما كان يعتقد في تصوره انه لن يتعدى ان يكون نميمة مثيرة كما هو متداول بين العارفين في جلسات العشاء بالمدينة، حاول الوزير السابق في حكومة جان بيير رافان التقليل من تصريحاته: «ليس لدي أي دليل، ولا أي فعل دقيق، كما قال يوم الأربعاء». ولكن في العمق، لم يسحب شيئا مما قاله يوم الاثنين، ويضيف ربما نحن جميعا نعرف من يعنيه الموضوع، بخصوص المتهم المجهول الذي تم ضبطه. القضية حكيت له من طرف أعلى السلطات في الدولة، خاصة من طرف الوزير الأول، ويفترض أن الأمر يتعلق بجان بيير رافان، هل لديه أدلة على ما يقوله؟ بطبيعة الحال لا، ولكن لديه شهادات من أعضاء الحكومة من أعلى مستوى. زوبعة على الانترنيت حيث راج شريط التصريح بدون توقف، وهناك تأثر عام داخل دواليب السلطة التي تجرأت على خنق مثل هذه القضايا. أخطر من ذلك، اذا كان فيري يقول الحقيقة، لماذا لم يطلب تدخل القضاء في الوقت الذي توجد ترسانة قانونية تعاقب دعارة الاطفال من خارج الحدود. وزيرة العدل السابقة رشيدة ذاتي همهمت قائلة إنها جريمة عدم التبليغ عن جريمة.. واذا كان يعلم أشياء، عليه أن يكشف الوقائع ومن يكون الفاعل، مؤكدة ان العدالة ستتكلف بهذه التصريحات، واستباقا لدخول العدالة على الخط، أعلنت جمعيتان مغربيتان وضع شكاية ضد مجهول. وعندما علموا بحجم هذه الحجرة في البركة التي كشف عنها بإعجاب كاتب ثورة الحب، كان رد فعل مسؤولي الأغلبية عنيفا. حيث قال وزير الشؤون الخارجية ألان جوي بصرامة بدل الذهاب للدردشة في وسائل الإعلام كان عليه أن يلجأ إلى القضاء. الناطق باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان عندما سئل في اعقاب اجتماع الحكومة اعتبر أنه اذا كان يقتصر على نقل أقوال ممرات فإن فيري لم يعد فيلسوف الاشاعة، بل أصبح فاعلا أساسيا فيها. أما جان بيير رافران، المعني ضمنيا بتصريحات صديقه فيري بكونه كان على علم بالفضيحة التي وقعت في المغرب، فقد جاء رد فعله على مدونته على الانترنيت قائلا أجهل تماما عن أي أحداث محتملة يشير. فيما يهمني، لم يسبق أن علمت من قريب او بعيد بأخبار من هذا النوع. وفي الجمعية الوطنية لم يخف النواب الفرنسيون غضبهم. فبعد قضية دومنيك ستراوس كان، جاءت هذه القضية لتغذي الرسوم الكاريكاتورية للطبقة السياسية كما علق زعيم نواب الاتحاد من أجل حركة شعبية، كرسيان جاكوب، وعبر عن الاسف لكون لوك فيري اختار أن يصنع لنفسه سمعة على بلاطو تلفزة بدل صنعها أمام قاضي«.