اجتمعا من جديد، بعد أن كانا جسما واحداً وانفصلا، اجتمع الكاراطي بالجيدو، ولكن فقط من أجل التنديد بالإرهاب في وقفة مختلطة احتجاجية بدأت صباح الأحد 21 ماي بساحة جامع الفنا، أطفال وشباب وكهول ومؤطرون ومسؤولون مركزيون، وجهويون في التاسعة والنصف، انطلقت حناجر الأطفال والشباب تنشد النشيد الوطني وكانت الكلمات وكأنها تحكي عن الشعور الآني لكل الواقفين، فهذا منبت الأحرار، هوى الوطن في الدم، والقدسية في وجدانهم لله وللوطن والملك. وتحركت المسيرة في اتجاه صومعة الكتبية، قبل أن تلوي باتجاه مقهى أرگانة، شعارات لافتات كلها تصب في رفض الإرهاب وإدانته. وأمام ممثلي وسائل الاعلام قالت طفلة، نحيي قوات الأمن الوطني التي تمكنت من إيقاف المتهمين بسرعة، ونحن على استعداد للدفاع عن وطننا وعن مراكش الغالية. وقال فرنسي مقيم بالمغرب، وهو من ممارسي الكاراطي: بسم جميع المصارعين الواقفين اليوم بهذه الساحة نقول بأننا لن نسمح أبداً بعملية من هذا القبيل ولن تسامح من ارتكبوها. رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيدو قال من جهته: ندين هذه الأعمال الهمجية المشينة، إنها بعيدة كل البعد عن قيمنا وتقاليدنا المتمثلة في الكرم والتسامح والتعايش، وتتنافى مع ديننا الاسلامي الحنيف. فالبيرا الخبير الفرنسي في الكاراطي الذي حضر الوقفة، وهو بمراكش بمناسبة إشرافه على تدريب في الكاراطي من تنظيم الجامعة الملكية للكاراطي، هذا الخبير العالمي أبى إلا أن يشارك وبحرارة وحيوية في الوقفة، وصرح بالقول: لا يمكننا إلا أن ندين هذا العمل الإرهابي، ووسيلتنا في مواجهته هي التكتل والتضامن والتحلي بروح التسامح، والرياضة أيضاً بشكل عام وفنون الحرب بشكل خاص بقيمها ومبادئها وآدابها وسيلة قوية لمواجهة الإرهاب وكل سلوك شائن. وأمام موقع الحادث الإرهابي، مقهى أرگانة التي اكتست بثوب كبير حياء وخجلا، وقف المشاركون بالتناوب والتتابع جماعات حيث قرأوا الفاتحة على أرواح شهداء ذلك العمل الإجرامي، ووضعوا أكاليل من الزهور بجانب المقهى، قبل أن يتفرقوا في الساحة، وكأنهم يطمئنون كل نقطة من جامع الفنا على حاضرها ومستقبلها، ويمسحون دمعة حزن عن خدها، دمعة امتزجت بابتسامة أمل رسمتها على الساحة مئات الوفود التي استطاعت المرور من هناك مستنكرة متضامنة، وملايين المتتبعين أبناء وأشقاء وأصدقاء كلهم يرفعون الأيدي «معك نحن يا ساحة جامع الفنا، معك نحن يا مراكش».