صدر حديثا عن وزارة الثقافة كتابان جديدان ضمن سلسلة (أدب السجون) التي تهتم بابداعات الأسرى وانتاجهم الثقافي على أنواعه؛ حيث صدر مؤخرا ديوان شعري للشاعر الغزي محمود الغرباوي بعنوان «رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال»، وهي المجموعة الشعرية الثانية للشاعر بعد مجموعته الأولى «الفجر والقضبان » وهذه المجموعة تواكب مجريات الأحداث والعديد من المناسبات الوطنية على مدار اثني عشر عاما قضاها الشاعر خلف القضبان. يخص الديوان العديد من الشهداء؛ أفردت لهم قصائد حملت أسماءهم ولم يَخلُ الديوان من بُعد الغرباوي القومي؛ فقد غنّى للجولان والغربة والوطن وللشهيد المجهول . كما صدرت رواية« سجن السجن» للأسير عصمت منصور وتحمل الرقم (5) ضمن السلسلة وهي رواية تحكي معاناة أسير حكم بالسجن لمدة ثلاثة وعشرين عاما تمتد الرواية على مساحة مئة وسبعين صفحة يروي خلالها معاناة ومحاولات السجّان قهره بعزله في الزنزانه، كما يروي حواراته مع الجدران وذكرياته وأمه وكيف تغلب على جمود الجدران والعديد من قصص الأسرى منهم: «أبو شمس« الخشن الصلب وهلوساته...لا أحد يجرؤ على المسِّ بحمامات أبي شمس، كان يردد: أن الحمام له ذاكرة جيدة لا تبلى وأنه لا يخون المكان الذي يألفه». رواية عميقة بها العديد من التجارب الإنسانية وحكايات الأسرى التي تستحق القراءة. وقال عبد السلام العطاري مديرعام الآداب: إن هذه الإصدارت التي تقوم عليها وزارة الثقافة تأتي في سياق اهتمام الوزارة في دعم إنتاج الفعل الثقافي للأسرى الذين يَرْوون الحكاية من خلف القضبان مساهمة من الوزارة بتعريف القاريء بقدرات إبدعات المعتقلين الذين يكتبون التجربة بفرحٍ ويعلون من شأن قدرات المثقف الوطني الفلسطيني الذي لا يقف إبداعه فقط على منصة الهواء الطلق وإنما في أحلك الظروف والمعاناة، وما كان من سلسلة هذه الإبداع للأسرى تأتي إلا بدعم وزيرة الثقافة السيدة سهام البرغوثي التي حرصت على الإهتمام بالفعل الأدبي للأسرى والمعتقلين. وأضاف مدير دائرة النشر بوزارة الثقافة عبدالكريم فتاش ان مشروع ادب السجون متواصل وان لدى الوزارة مجموعة من المخطوطات سيتم ادراجها على لائحة النشر، كما وجه دعوة للأسرى المحررين وذوي الأسرى الذين لا زالوا يقبعون في الأسر بتزويد الوزارة بإنتاجاتهم ليتواصل المشروع لضمان إشراك هذه الشريحة الهامة في المشهد الثقافي.