أول أمس، كان مدخل شارع ادريس الحارثي بالدار البيضاء مؤثثا برجال الأمن من مختلف الأسلاك والرتب، وهو نفس وضع كل الأزقة المتفرعة عنه، بينما كان كل من يعرج على شارع الشجر يجد أمامه لافتات ترفض أي شكل احتجاجي بالمنطقة، وتهاجم من يتحدث باسم الشعب، متسائلة من خول لهم هذه الصلاحية، ومُطالبة بالأمن والسكينة وبحماية أنشطة التجار الاقتصادية، في حين اصطف عشرات من الشباب للاحتجاج ضد حركة 20 فبراير. وما إن شرع المحتجون في ترديد» «سلمية سلمية لا حجرة لاجنوية»»، إيذانا بالشروع في الاحتجاج والتظاهر، حتى بدأت القوى الأمنية تعمل على حثهم على التراجع والدفع بهم إلى الوراء، إلا أن الغلبة العددية كانت في صف المحتجين. لكن بعض القيادين في الحركة حالوا دون أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، غير أن التعليمات التي أعطيت لعناصر الامن قادت إلى استعمال الهراوات. شارع 6 نونبر وشارع الشجر وعدد من الأزقة تحولت إلى ساحة للوغى والكر والفر، وهو ما أدى إلى تسجيل حادثة سير مؤلمة إثر اصطدام دراجة نارية بأحد المواطنين، في حين وجد أصحاب سيارات أنفسهم تائهين بعد أن حوصروا وسط جموع المحتجين والقوى الأمنية لا يدرون أي سبيل يسلكون، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج، شأنهم في ذلك شأن بعض التجار وأصحاب المقاهي وأشخاص كادوا يدخلون في مواجهات مع أنصار « 20 فبراير»، التي غاب عدد من نشطائها البارزين الذين كانوا من الداعمين لتنظيم مسيرة في اسباتة.