استفاق مسيرون بمجلس مقاطعة مرس السلطان من سباتهم، ونزلوا إلى دوائرهم الانتخابية ، بعد إعلان خبر تحديد موعد إجراء الانتخابات البرلمانية السابقة لأوانها، إذ وجدوا أنفسهم أمام هذا المعطى المفاجئ والاستثنائي، مطالبين بإعادة ترتيب أوراقهم وربط الصلة بالمواطنين الذين «طلقوهم بالثلاثة» في وقت سابق، فإذا بهم اليوم يقفون على أهمية إجراء صلح، وإن اقتضى الأمر اعتماد مسطرة وخطوات من أجل جبر الخواطر، بما فيها استعمال المال العام ! المال العام الذي اتفق بعض مستشاري مرس السلطان على «إهداره» من أجل تمويل حملات انتخابية سابقة لأوانها، وذلك عبر تخصيص مئات الملايين من السنتيمات ضمن ميزانية تقدر ب 300 مليون سنتيم، تضخ لإقامة حفلات وأنشطة تحت غطاء التربية والرياضة والفن، ما بين « كرميس» ب 30 مليونا وبناء ناد لكرة المضرب وتخصيص ميزانية مهمة للمؤطرين، وأنشطة «ثقافية» و «فنية» لتنشيط الأحياء حتى تكون جاهزة للتصويت على هذا المرشح أو ذاك ! في السياق ذاته ، يتم الإعداد لتوزيع الدكاكين بسوق الغرب، حيث تم اقتراح تغليفها بستار منحها للعاطلين الذين لاشغل لهم! والحقيقة أن أشخاصا بعينهم هم المستفيدون في الأول والأخير من هذا السوق الذي استبيحت دكاكينه، في ظل غياب تام للرئيس «الذي ترك صلاحية التسيير» لمن رفعوا شعار المحاسبة في وقت سابق، وخفت صوتهم بعد ذلك لأسباب لايعلمها سواهم، باستثناء بعض المطلعين عن قرب على تفاصيل هذه المعركة الوهمية التي قرعت لها طبول الحرب فكان أن خبا صداها وحوصر صوتها ! منتخبو مرس السلطان المعنيون الذين تصارعوا فيما بينهم بالأمس القريب، عادوا ليتفقوا على أن يساهموا في «تنمية» بعض الجمعيات ومن خلالها أشياء أخرى كلها تصب في خانة خوض غمار السباق الانتخابي، الذي أصبح الشغل الشاغل لبعضهم! يحدث هذا في ظرف دقيق وحساس يتميز بحراك شعبي مجتمعي من أجل مواجهة مظاهر الفساد وتبذير ونهب المال العام، إلا أنه من الواضح أن رسائله الواضحة والمشفرة لم تصل إلى مقاطعة مرس السلطان ولم يلتقطها بعض منتخبيها الذين صموا آذانهم وأغمضوا أعينهم على كل شيء إلا موعد الانتخابات !