حلت الذكرى الثامنة للأحداث الأليمة التي هزت مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003 والتي أزهقت أرواح أبرياء ذنبهم الوحيد هو تواجدهم في لحظة غدر طائشة بإحدى الأماكن المستهدفة من طرف خفافيش الظلام، المتشبعين حد الثمالة بالفكر التكفيري الدموي. حلت الذكرى فوجدت المغرب قد انكوى بلهب الإرهاب مرة أخرى، عندما صممت حماقة الجاني إطفاء توهج القلب السياحي النابض «مدينة مراكش». حلت الذكرى هذه السنة وعيون المغاربة تترقب ما سيؤول إليه مشروع مصير بلد ركب قطار التغيير. تغيير بدأ بفتح أوراش كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وشرع في تعديلات شمولية من شأنها الخطو بثبات الى الأمام. ولعل الرافد الذي ننهال منه جميعاً لتحقيق ما نأمله هو «حب الوطن». من أجله نحيا، وبه نواصل السير وفي سبيله نضحي. جميعنا نهتف أو نهمس بحب الوطن، ننصهر فيه، نتلاشى في أرجائه ليمتد هو، نستنشق عطره ليظل فياحاً، نتريق عسله لتضميد جروحنا، نموت نحن ليظل هو إرثاً شامخاً يتقاسم حبه أبناؤنا، ندع في أحشائه أحبابنا لنختلي بهم في لحظات حميمية، ونرسم فوق تراب جبينه قبلة ود ووفاء نهديها لمن فقدناهم في غفلة منا على يد آثمة انسلخ صاحبها من إنسانيته ومن انتمائه لوطنه. طيلة ثمان سنوات التي تبعثرت فيها أوراق حياتي تجدني وباستمرار أتذكر ما كان يردده على مسامعنا ونحن طلبة بكلية الآداب بالرباط ذات السبعينيات من القرن الماضي، أحد أساتذتنا الأجلاء «إذا لم يستطع المرء البناء يتحول الى عنصر هدام». لتلازمني عدة تساؤلات حول الخلل ومكمنه بل مكامنه. أين الخلل حتى يتحول المرء إلى أداة تفجيرية؟ أين الخلل لكي تتحول أصابعه إلى أعواد ثقاب تشعل النار في جسد وطنه؟ هل ضاقت رحابة وطننا بنا ليقصي البعض منا الآخر ويغربه عنوة ورغما عنه؟ لكن هيهات فأقدامنا منغرسة في ثناياه ورؤسنا شامخة شموخ أطلسه وريفه معاً. والدة الشهيد الطيب الخمال