تستمر المرأة في بعض المناطق في المغرب محرومة من التمتع بحقها في الإرث رغم ما شرعه الله سبحانه وتعالى في القرآن المحفوظ من كون «للذكر حظ الانثيين»، ومن حقها في الاستفادة من الأراضي الجماعات السلالية رغم قرار الدولة بذلك، فيما يعمد بعض الورثة إلى محاولة استغلال حقوق البعض الآخر دون مراعاة، مما يؤدي إلى نزاعات لا تتوقف إلا بتدخل السلطة القضائية بإدانة من يجب. قصة اليوم، حدثت بمنطقة البروج - المعروفة بإنتاجها لل«الحولي الصردي» - إقليمسطات، إذ كان منطلق النزاع بعد وفاة أحد القرويين تاركا زوجته وأبناءه يعيشون مما خلفه رغم قلته والمتمثل في قطعة أرضية صغيرة ومسكن وبعض الخرفان. لكن بمجرد وفاة ذلك الرجل، عمد أخوه الساكن بجواره إلى إقامة «زريبة» لحبس أغنامه بها نهارا، فما كان من ابن أخيه الأكبر، إلا أن فعل مثله بعدما لم يستجب لطلبه الرامي الى إزالة «الزريبة» التي لم يكن يستطيع إقامتها أثناء حياة الهالك لكونها جاءت قريبة كثيرا من المسكن وتعرقل مرور قطعان غنم أخيه عند خروجه أو دخوله للخيمة. إضافة «زريبة» ثانية من طرف ابن الأخ المتوفى، أجج الخلاف بين العم وابن أخيه، حيث أصبح الشاب يشعر ب«الحكرة» أمام ما أقدم عليه عمه الذي يتفوه تجاهه بكلام جارح واستفزازي وأمام الملأ من سكان الدوار. ذات صباح بينما اصطدم القطيعان رغم قلة عدد كل واحد منهما،انهال العم على ابن أخيه بالسب والشتم. مما جعل هذا الأخير يفقد أعصابه ويحمل عصا كانت ملقاة . بجانب الجدار ويوجه ضربة - بكل قواه - لرأس عمه، ليسقط هذا الأخير أرضا فيرتمي عليه ويشبعه ضربا وينتهي بخنقه إلى أن فارق الحياة. أمام هول المصاب، قام الجاني بمغادرة مكان الحادث إلى لاوجهة محددة، إلى أن أوقفته دورية رجال الدرك وفي يده عصا بها آثار الدم. عند الانتقال لعين المكان، قامت فرقة الدرك الملكي بالمتعين الذي تستوجبه المسطرة، وفتح بحث في الموضوع. المحضر تضمن بالنسبة للمصرح الأول إشارة إلى أسباب الجريمة وهو ما أكده أفراد العائلة من الطرفين. بعد إتمام المسطرة، أحيل الجاني على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بسطات التي بعد أن اطلعت على المحاضر، قررت متابعة المتهم بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار، والتمست إجراء تحقيق، أفضى إلى تأكيد المتابعة لكن هيئة المحكمة - الغرفة الجنائية الابتدائية - بعد مناقشتها للملف في جلستها العلنية المنعقدة يوم الخميس ارتأت تكييف الأفعال إلى ضرب وجرح مؤديين للموت، وحكمت على قاتل عمه بخمسة عشر (15) سنة سجنا نافذا. هذا الملف، عرض يوم الاثنين على غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بسطات، فأيدت منطوقه ليعود الجاني لقضاء سنواته خلف جدران السجن الفلاحي عين علي مومن بسطات.