عندما عين الشاعر والروائي والباحث Vicente Luis Mora على رأس معهد Cervantes بمراكش كانت تسبقه سمعته الأدبية و الفكرية. بعد شروعه في العمل بالحقل الثقافي بمراكش، نجح في تحويل المعهد الإسباني إلى موعد ثقافي لا يمكن تفاديه بالنسبة لعموم المهتمين بالفن و الإبداع، وإلى ملتقى حي لكل لفعاليات المدينة و ضيوفها سواء في ندواته الفكرية أو أمسياته الأدبية أو حفلاته الفنية. ڤيسنتي لويس مورا، مزداد بقرطبة سنة 1970 و حاصل على دكتوراه في الأدب الإسباني المعاصر. حصدت أعماله النقدية و الأدبية في الشعر والرواية عدة جوائز. من أهم أعماله النقدية «عبور : فضاءات رمزية بين الأدب والفن »، الصادر سنة 2008 و كتاب « فرادات: إيتيقا و شعرية الأدب الإسباني المعاصر » سنة 2006 و«التواصل في عالم جديد » 2006 والأنوار الجديدة : خصوصية الرواية الإسبانية المعاصرة» 2007. مثلما نشر عدة أعمال روائية و شعرية. التقيناه بمراكش و أجرينا معه الحوار الآتي: } معارض في التشكيل والفتوغرافيا وندوات وحفلات موسيقية ومسابقات في الشعر والقصة، من خلال كل هذا يبدو أن سرفانتس مصر على الانخراط في الدينامية الثقافية بمراكش .. فعلا، من بين أهدافنا الرئيسية، جعل معهد سيرفانتيس مرجعا في الحياة الثقافة بمدينة مراكش. يقدم المركز دورات دراسية في اللغة الإسبانية، لكن كما تعلمون، فاللغة كذلك، هي ثقافة. ولهذا ننظم كتكميل للدورات الدراسية حفلات موسيقية ومعارض تشكيلية وفو تغرافيا وندوات وقراءات شعرية وتقديم كتب ... بالإضافة لكل هذا نربط علاقات وشراكات مع مجموعة من المؤسسات المحلية (كالجامعة ومجلس المدينة ومندوبية وزارة الثقافة والأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم وكذلك المؤسسات الأجنبية كالمعهد الفرنسي ومعهد غوته الألماني، إذ نسعى من خلال كل هذا، إلى تأكيد حضورنا ومساهمتنا في الحياة الثقافية بالمدينة و منح الساكنة فرصة اكتشاف آفاق ثقافية و رؤى إبداعية متنوعة. } اللغة الإسبانية ليست منتشرة بمراكش كماهو الأمر في شمال المغرب. ومع ذلك، فمثقفو المدينة يعقدون علاقة متينة مع معهد سرڤانتس وجمهور الفن يتواصل بقوة مع ما تقترحه مؤسستكم كيف نفسر ذلك؟ يعتبر معهد سرڤانتيس بمراكش مركزا حديث النشأة)حوالي ثلاث سنوات). وكما تعرفون، تثبيت مركز ثقافي في أي مدينة، يتطلب الكثير من الوقت. أنا أظن بأن هناك اهتماما كبيرا باللغة الإسبانية بمدينة مراكش، إذ بفضل هذا الاهتمام تم إنشاء المركز وكذلك تعزيز عمله ليصبح أحد المركز الأكثر نموا في السنوات الأخيرة. بمرور الوقت، سيتقوى الإحساس بمراكش وباقي المدن المغربية والعالمية بأهمية الإسبانية كلغة المستقبل، حيث تعتبر الآن ثاني لغة للتواصل في العالم . من الواجب علينا أن نثق في السنوات المقبلة والتي ستعرف قفزة نوعية لهذه اللغة. أما المثقفون بمدينة مراكش، فهم واعون بالأهمية المتزايدة للإسبانية، فهم يربطون علاقات ممتازة بمعهد سرڤانتيس، ويشاركوننا بعض الأنشطة الثقافية والأكاديمية. } اليوم العالمي للغة الإسبانية، يعد لحظة فريدة يخصها المعهد الإسباني باحتفال متميز، هذه مناسبة للتساؤل عن إقبال الساكنة على تعلم هذه اللغة و طبيعة الفئات التي ترغب في تطوير إمكانياتها اللغوية في الإسبانية ... حقيقة هذا، هو مسعانا. إذ نريد أن نجعل من تنظيم اليوم العالمي للغة الإسبانية ( 18يونيو المقبل) يوما للأبواب المفتوحة لإعطاء الفرصة لساكنة مراكش للتواصل مع المعهد وكذلك الإطلاع على عروضنا وأنشطتنا التربوية والثقافية . وعلى مدار هذا اليوم، سيتم تنظيم العديد من الأنشطة بمركزنا وخاصة الأنشطة الموجهة للأطفال والشباب. سنحاول أن ننشر اللغة الإسبانية بالموازاة مع مشاركة الطلبة والأساتذة في هذا اليوم الاحتفالي والذي من خلاله نتوخى مد جسور الحوار الإسباني المغربي.