مساء الجمعة الماضي (13 ماي) ، نظم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، في المكتبة الوطنية بالرباط، حفل تسليم جائزة الاتحاد للأدباء الشباب في دورتها الثامنة، وهو الحفل الذي تم خلاله تتويج خمسة أصوات جديدة نالت الجائزة في أصنافها الأربعة (القصة والشعر والرواية والمسرح). وفي كلمته بالمناسبة، كشف عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب بالنيابة، أن الاتحاد بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع إحداث جائزة مغربية أدبية كبرى المستوى، موجها النداء إلى كل الفعاليات المهتمة بالشأن الثقافي قصد دعم هذا المشروع الذي سيعلن عنه قريبا لكي يعكس بالفعل الوجه الشامخ للمغرب الثقافي. كان الحضور متميزا في تلك الأمسية التي انطلقت واختتمت بإيقاعات موسيقية باذخة وافدة من عمق الراشيدية بقيادة الفنان المبدع مولود مسكاوي. حضر الأدباء والكتاب من مختلف الأجيال بكثرة، مثلما حضر فاعلون ثقافيون وعدة شخصيات وازنة مثل محمد اليازغي ومحمد الأشعري ومحمد العربي المساري، ومعهم ممثلو الجهة الراعية للجائزة «مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير» ودار النشر عكاظ الطابعة للأعمال الفائزة. وقد فاز بجوائز هذه الدورة كل من توفيق باميدا (عينان مفتوحتان في الظلام - مجموعة قصصية)، ووئام المددي (البياض - مجموعة قصصية)، ونزيه بحراوي (مزاج الإوزة - شعر)، وإيمان بوقايدي الغزاوي (حبوب منومة - أنا ...أنت والمطر- مسرحيتان)، ورشيد بوغانم (جسر العواصم - رواية). وتم بهذه المناسبة، التي تتزامن مع مرور عشرين عاما على إطلاق الاتحاد للجائزة (1990 -2010 )، تقديم درع الاتحاد للفائزين، فضلا عن مبلغ مالي وشهادة تقديرية. كما قدم درع الاتحاد أيضا تكريما للداعمين من صندوق الإيداع والتدبير في شخص مديره بالنيابة السيد محمد كرين ومنشورات عكاظ في شخص مديرها الهادي الأسمر الذي تسلم الدرع بالنيابة عنه الكاتب المغربي محمد الشركي. وقد سلم درع التكريم الأول وزير الدولة محمد اليازغي، بينما سلم الثاني الرئيس الأسبق لاتحاد الكتاب الذي أسست الجائزة إبان ولايته محمد الأشعري. لجان القراءة الأربعة قدمت تقاريرها خلال الحفل، وقد ضمت كلا من محمد بودويك وعزيز أزغاي وعبد الحق الميفراني (لجنة الشعر) ، وعبد الإلاه قيدي وعبد الكريم الجويطي وهشام العلوي (الرواية)، وحسن بحراوي وبوسلهام الضعيف وسعيد عاهد (المسرح)، ورشيدة بنمسعود وعبد الرحيم العلام وبشير القمري (القصة). وبخصوص مرور عشرين عاما على إحداث الجائزة، نوه عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب بالنيابة، بالكتاب الحاصلين على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب في دوراتها الأولى، الذين حققوا تراكما إبداعيا لافتا في المشهد الأدبي المغربي. ولاحظ العلام، بعد قيامه بجرد للفائزين عبر عشرين سنة من عمر الجائزة، أن جل الأجناس الأدبية الأربعة موضوع التباري ممثلة على مستوى الكتب الفائزة بالجائزة، شعر وقصة قصيرة ورواية ومسرحية، وأن صنف القصة القصيرة هو الأكثر تتويجا يليه صنف الشعر، وأن الرواية والمسرحية هما الجنسان الأقل تتويجا. وأضاف أن نصا واحدا فقط باللغة الفرنسية تم تتويجه في إحدى دورات الجائزة (الدورة السادسة 2005)، فيما توجت أربع كاتبات فقط منهن اثنتان توجتا في هذه الدورة، كما أنها أول دورة تفوز فيها كاتبة في جنس المسرحية. وقد تم الاستماع إلى تجربة كاتبين حصلا على الجائزة في دورتها الأولى والثانية هما عبد الكريم جويطي وعبد الدين حمروش. تحدث جويطي الحاصل على الجائزة في دورتها الأولى (1990) في صنف الرواية، عن الأجواء التي أحاطت بكتابته لرواية «ليل الشمس» في مدينة بني ملال، وكذا الظروف التي علم فيها بإحداث الجائزة، مشيرا إلى استمراره بعد ذلك في الكتابة بحيث أصدر ثلاث روايات وكتابين مترجمين. ومن جهته، أشار عبد الدين حمروش الحاصل على الجائزة سنة 1992 عن ديوانه «وردة النار»، إلى أن مشهد حصوله على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب ما يزال حاضرا في ذاكرته رغم مرور21 سنة على ذلك، مضيفا «في مقابل مختلف الجوائز التي يمكن أن يحوزها المرء في حياته الإبداعية، يظل لجوائز الشباب سحر خاص: سحر الأدب مقرونا بسحر الشباب، بكل ما يعنيه ذلك من انشراع مصراعي المخيلة على كل الأسئلة القلقة، ذات العلاقة بالفن والجمال، والإنسان بشرطيه الروحي والمادي، فالجائزة، بهذا المعنى، هي مجرد بداية مشوار ليس أكثر، سرعان ما تبدو مشقته ملحوظة في سبيل بلوغ ما هو جميل، عميق، صادق ونبيل». من جانبها، قالت الكاتبة الشابة إيمان بوقايدي الغزاوي، التي تعد أول كاتبة تفوز بالجائزة في صنف المسرح،, إن مسرحية «حبوب منومة» جاءت في إطار محترف المسرح الذي كان يؤطره أحد أساتذة كلية الحقوق بفاس، وأتيحت خلاله للطلبة فرصة كتابة مسرحيات، وأنها كتبت هذه المسرحية في هذا السياق سنة2009.