مستودع الأموات بباب دكالة الذي أنهك سكان الأحياء المجاورة مؤخرا بالروائح النتنة الناتجة عن تعطل ثلاجاته ، عرف بدوره يوم الخميس 28 أبريل حركة غير عادية . فقد اكتظ عدد كبير من الاشخاص حوله ، منهم بعض أفراد عائلات ضحايا التفجير الإرهابي الذي ضرب مقهى اركانة و منهم بعض الناس ممن دفعهم فضولهم لاستقصاء حقيقة الحادث من هذا المكان ، لكن هناك كذلك عناصر فرق الشرطة العلمية و التقنية و التشخيص القضائي التي تواصل حضورها بالمستودع طيلة ليلة الخميس و صباح الجمعة لتكمل عملها المتعلق بتحديد هوية القتلى و جمع المزيد من المعطيات المفيدة في التحقيق . و هكذا يوجد من ضمن القتلى ثمانية فرنسيين و كندي واحد و ثلاثة مغاربة إضافة إلى جثة مازالت مجهولة الهوية . و مما زاد من تعقيد مهمة الفرق العلمية أن عددا كبيرا من الجثث تفحمت نهائيا بفعل قوة الانفجار . و في مستشفى ابن طفيل عاش قسم المستعجلات لحظة استثنائية بعد أن شرع في استقبال مصابي التفجير . فاستنفرت كل الفرق الجراحية و في مختلف التخصصات التي تدخلت بشكل مستعجل لإنقاذ العديد من الجرحى الذين نقلوا في حالة حرجة . إصابات الجرحى الذين بلغ عددهم 23 مصابا وزعوا على مستشفى ابن سينا العسكري و مستشفى ابن طفيل الجامعي و مصحتين خاصتين ، تفاوتت حسب وصف الأطباء مابين بتر بعض الأطراف و جروح عميقة في الرأس و البطن و إصابات بحروق على مستوى الوجه و كسور في مختلف أنحاء الجسم و حدوث تشوهات في الوجه و العنق .. و عرف المستشفى زيارات مكثفة لعائلات الجرحى الأجانب و مبعوثي سفارات بلدانهم . علما أن مستشفى ابن طفيل لوحده استقبل ثمانية جرحى فرنسيين إضافة إلى ثلاثة أجانب لم تحدد هويتهم بعد . و تحلق عدد كبير من المواطنين حول باب المستعجلات ممن يستفسرون عن حالة ذويهم و أقربائهم . و علم من مصدر من داخل المستشفى أن خلية يقظة قد شكلت لتقديم كافة المعلومات و المساندة النفسية لعائلات الضحايا .