الارتباك في الإدارة التربوية من خلال التوقف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر، تأخر انطلاق الدراسة في الدورة الربيعية وتعثرالتقييم للدورة الخريفية، والتدبير غير السليم لملف البحث العلمي، وتدخل الإدارة في الشؤون التربوية وزيارة غرباء للكلية، وتزايد ظاهرة الإكتظاظ التي عرقلت المحاضرات والدروس بالقاعات والمدرجات وعدم صرف الميزانية... تلك هي مجمل الانتقادات التي وجهها أساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير لإدارة الكلية في وقفتهم الاحتجاجية التي خاضوها صباح يوم الأربعاء 20 أبريل 2011، رافعين فيها شعارات منددة ومعبرة عن مدى التذمر والاستياء الذي أصبح يشعر به أساتذة الكلية لما آلت إليه أوضاع التعليم الجامعي بهذه المؤسسة من تراجع خطير أثر سلبا على العمل بهذه الكلية. هذا، وحسب تصريح الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، فإن ما دفع بالمكتب النقابي إلى خوض هذا الاحتجاج هو عدم استجابة إدارة الكلية لمطالب الأساتذة الرامية إلى مباشرة الإصلاحات وتنفيذ بعض المطالب المشروعة التي لا تتطلب غلافا ماليا ،سوى اتخاذ مبادرة جريئة من عمادة الكلية. وأضاف أن المكتب النقابي قرر في اجتماعه الأخير الذي عقده يوم 29 مارس المنصرم، تصعيد النضال بعد أن تدارس مجددا الوضع الذي تعيشه الكلية على عدة مستويات، وتدارس كذلك المراسلات التي توصل بها من الأساتذة الذين عبروا فيها عن تذمرهم من مجموعة من سلوكات وتصرفات الإدارة التي تظهر تغليب البعد الأمني على الجوانب البيداغوجية والتربوية، مشيرا في ذات الوقت إلى تزايد ظاهرة الاكتظاظ سنة عن سنة، مما جعل هذه المؤسسة، تمثل أعلى نسبة بالمغرب في التأطير، حيث تضم 15 ألف طالب وطالبة، بينما هيئة التدريس لا تتجاوز 190 أستاذا والإدارة لا تتوفر إلا على 84 موظفا. وهذا ما اعتبره الأساتذة المحتجون إجحافا في حق الكلية وأساتذتها الذين يعانون من هذا الكم الهائل، ومن عدم تسوية ساعات التعويضات التي يؤدونها... لكن هذه الانتقادات الموجهة إلى إدارة الكلية، نفاها جملة وتفصيلا عميد الكلية أحمد صابر في لقائه بممثلي وسائل الإعلام، وأرجع المشاكل التي تعانيها الكلية إلى ظاهرة الاكتظاظ المعرقلة للتكوين والمردودوية سواء تعلق الأمر بالطلبة أو الأساتذة. وفيما يتعلق بصرف الميزانية، فالإدارة تتبع القانون في صرفها وبرمجتها، لأنها محاسبة عن كل تبذير أو إخلال بهذا القانون، وبمقررات مجلس الكلية. وبخصوص تدخل الإدارة في الشؤون التربوية، أوضح العميد أن الإدارة تتدخل من أجل تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الكلية، وتتدخل فيما يتعلق أساسا ببرمجة الامتحانات لضمان نجاح مرورها في ظروف ملائمة من حيث تحديد الزمان والقاعة باتفاق طبعا مع الأستاذ، لأن الكلية تعرف اكتظاظا، لكن الإدارة لم تتدخل قط في الدروس ومحتواها وطريقة تدريسها حتى يعاب عليها أنها تتدخل في الشؤون التربوية.