اخترنا في هذه الزاوية أن نسلط الضوء على شباب قصبة تادلة أحد الفرق الممارسة حاليا في بطولة القسم الوطني الأول والذي قدم مشروعا للانخراط في البطولة الاحترافية التي سترى النور في الموسم المقبل. هذا المشروع وصفه مصدر مقرب من اللجنة المكلفة بالمراقبة وتتبع ملفات الأندية ومدى استجابتها لدفتر التحملات، بغير المتكامل، والسبب ربما أن الفريق وضع نفسه منذ مدة في خانة الفرق التي ستبدأ موسمها المقبل ضمن بطولة القسم الثاني. فريق شباب قصبة تادلة، رغم ذلك، يبقى نموذجا يحتذى به، لأنه أظهر عصامية كبيرة وتحدى نفسه وكل العراقيل التي حاصرته وقدم نفسه كواحد من الفرق الطموحة، فكان له شرف إنعاش المنطقة وبث روح الحماس في نفوس ساكنتها التواقة إلى متنفس وفضاءات تعبر من خلالها عن طاقتها وإبداعاتها. انتهت الأفراح ومرت سنوات النجاح وحلت مكانها مرحلة التراجع والإنحدار. فريق شباب قصبة تادلة، الذي تأسس سنة 1943، ظل لعقود طويلة فريقا متواضعا يمارس بالدوري الإقليمي المحلي إلى غاية سنة 2003 حين شرع في نهج سياسة كروية جيدة، مكنته من جني الثمار وتحقيق الصعود أربع مرات متتالية، من دوري العصبة إلى القسم الأول نخبة، مرورا بقسمي الهواة 1 و 2 ثم القسم الوطني الثاني. فريق يعتبر فعلا ظاهرة كرة القدم الوطنية، بموارد ضعيفة جدا، استطاع الفريق التدلاوي أن يمر إلى السرعة القصوى ليحقق خلال سبع سنوات، 4 إنجازات مكنته من مقارعة فرق وطنية كبيرة وعريقة، ليكون له موقع ضمن فرق النخبة الكبار. لا يتوفر شباب قصبة تادلة على موارد مالية قارة ولا على محتضن أو مستشهر، فريق يعيش على منح هزيلة للمجالس المنتخبة ودعم من أولاد البلد والمحبين. لم يكن يتوفر على ملعب صالح للممارسة لولا صعوده إلى قسم الأضواء، فظل لأكثر من سنة ونصف يتجول ويتنقل كالرحالة ليستقبل بمدن بني ملال، الفقيه بن صالح وخريبكة. حقق نهضة كروية كبيرة في مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 40 ألف نسمة، وكان شعاره «فريق تاريخي بإنجازات تاريخية» وأدخل حب الفريق إلى جميع البيوت التدلاوية، وحقق الإنتصارات تلو الأخرى بفضل تضافر الجهود والتفاف مختلف الفاعلين بقصبة تادلة ومعهم ساكنة بكاملها. لكنه يعيش حاليا انحطاطا واضحا بعد 25 مباراة يحتل الصف الأخير برصيد 16 نقطة فقط، تجعلة أول المرشحين للنزول إلى القسم الأسفل. موسم قوي بقسم الصفوة لا تعترف طواحينه بالحماس والدعم الظرفي فقط، لأنها تستوجب بالضرورة الهيكلة الحقيقية وتوفير الموارد القارة والبنية التحتية اللازمة والموارد البشرية الكفأة. موسم عرف حينها إعدادا متعثرا وانطلاقة متأخرة بسبب تداخل السياسي بالرياضي، لأن المسيرين يمثلون تيارات سياسية مختلفة بمجلس المدينة، الذي كان المدعم الحقيقي للفريق. فاحتدم الصراع السياسي وغيبت المصلحة الرياضية وكان الفريق هو الضحية. وتمت انتدابات عشوائية للمدربين واللاعبين وتغيرت تشكيلة الفريق بكاملها مرتين دون اللجوء إلى إدارة تقنية محترفة، وأثر انعدام الملعب بشكل كبير على الإنتاج، فلم يقو الفريق على مواجهة كل هذه الطواحين، فانحدرت النتائج وعمت سياسة الإطفاء، لكن النار تمكنت منه. فالفريق مطالب الآن، على غرار جميع فرق الصفوة، بإعداد ملف يستجيب لدفتر التحملات للمشاركة في العصبة الوطنية للمحترفين خلال الموسم المقبل، كما أقرت بذلك جامعة اللعبة بهدف تطبيق الإحتراف. مشروع محلي لدخول الاحتراف كلف الفريق التدلاوي الإطار الوطني وابن البلد، صالح بنعزوز، المدير التقني لإنجاز مشروع الفريق لولوج الإحتراف بهدف تقديمه إلى اللجنة الجامعية المكلفة التي زارت الفريق قبل حوالي شهرين. وقد اتصلنا بالمدير التقني الذي قدم لنا مشروع الفريق بالتفصيل (انظر أسفله)، لكنه حرص على أن يوافينا برأيه في مستقبل الفريق، حيث حذر من السقوط من جديد في أخطاء الماضي القريب، وأكد بأن نزول الفريق إلى القسم الثاني لا ينقص من قيمته وقوته، وهو الفريق الفتي الظاهرة، مضيفا بأنه سينافس فرقا عتيدة وعريقة تمثل مدنا لها خيرات كثيرة تتجسد في المعامل والمصانع والشركات التجارية وتستفيد من الإحتضان والإستشهار كشباب المحمدية والنادي المكناسي ونهضة سطات وغيرها. والمطلوب حاليا هو الإعداد المبكر للموسم القادم على أسس احترافية وبروح ومعنويات قوية بعيدا عن الأجواء غير الرياضية ليبني الفريق هيكلته الحقيقية. وفي هذا الإتجاه يطرح صالح بنعزوز مشروع الإستجابة لدفتر التحملات الذي ينبني على خمسة جوانب كالتالي : *الجانب الرياضي : - يتوفر فريق شباب قصبة تادلة على العدد الكافي للاعبين الذين تربطهم بالفريق عقودا حقيقية تستجيب لجميع المعايير . - يتوفر الفريق على فريق للأمل وفريقين للشبان وفريقين للفتيان والصغار. - يتوفر على مدرسة لكرة القدم لممارسين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 سنة، يتوفرون على رخص جامعية، وبرنامج محدد للتكوين . - ينقص الفريق حاليا مركز للتكوين وفريق نسوي للكبيرات، علما بأنه يسعى لضم جمعية المسيرة لكرة القدم النسوية إلى الفريق مستقبلا. *البنية التحتية: - يتوفر الفريق على ملعب يستجيب للمواصفات بعشب اصطناعي من الجيل الثالث ومرافق ومدرجات في مرحلة نهاية الأشغال. - يتوفر على مشروع لإنجاز ملعب للتداريب ومقابلات لباقي الفئات، تكفلت به جماعة المدينة . - يتوفر على مقر إداري بمنزل وسط المدينة، في أفق بناء المقر الدائم بالملعب الجديد. *الإدارة و الموارد البشرية : - يتوفر الفريق على مدير تقني ومدير إداري خاص ومحاسب خاص بترخيص من الجامعة . - سيوفر قريبا مسؤولا عن الأمن بالملعب ومدربا حاصلا على دبلوم الدرجة الثانية. - يتوفر على مساعد المدرب والمعد البدني ومدرب حراس المرمى ومدير ومدربين للفئات معترف بهم جامعيا. - يتوفر على طبيب رياضي مختص ومروض طبيعي ومعالج مختص، جميعهم بعقود عمل قانونية. *الجانب المالي : - سيوفر الفريق الغلاف المالي المطلوب قريبا، ويعد الوثائق والإلتزامات الضرورية لضمان المراقبة والتتبع والتفتيش المالي. *الجانب القانوني: - يتوفر الفريق على الوثائق القانونية المطلوبة مصادق عليها ويلتزم كتابيا بعدم تدخل أي جهة مادية أو معنوية في تسيير الفريق، كما يلتزم بدوره بعدم التدخل في شؤون التسيير للفرق الأخرى . - يعمل الفريق حاليا على التحول إلى شركة قائمة بذاتها. ورقة تعريفية للإطار صالح بنعزوز - خريج المعهد الملكي لتكوين الأطر (تخصص كرة القدم) - خريج السلك العالي للتسيير والتدبير الرياضي - عضو سابق بالإدارة التقنية الوطنية للجامعة (قسم تكوين الأطر) - مدرب سابق لرجاء بني ملال ومدير تقني لشباب قصبة تادلة . - لاعب سابق لرجاء بني ملال واتحاد الخميسات وسريع وادزم وشباب قصبة تادلة.