في الوقت الذي كان فيه سكان مدن الرباط، سلا و تمارة ينتظرون من شركة «استاريو» للنقل الحضري العمل على تغيير حافلاتها المتهالكة، عمدت الى تغيير أرقام الخطوط، وذلك من أجل إلهاء المواطنين عن عمق مشكل النقل الحضري الذي أصبح يؤرق كل مستعملي حافلات «استاريو»والتي تحتكر لوحدها هذا المجال.الشركة مازالت تشغل حافلات من الاسطول القديم الذي كان تابعا لشركة بوزيد، وهي حافلات يجب ان تحال على التقاعد رأفة بالمواطنين ، فحالتها الميكانيكية تخلق الكثير من المشاكل للسائقين وتدخلهم في مشادة مع الركاب نظرا لكثرة أعطابها.نفس الشيء، ينطبق على الحافلات التي مازالت تسير بأرقام مسجلة بالخارج ،وهي حافلات تؤكد مدى الاستخفاف بالمواطن المغربي الذي عليه أن يركب «خردة » الدول الاوروبية.وهنا لابد من التساؤل عن الوضع القانوني لهذه الحافلات ،والى متى ستبقى تحمل المواطنين مع العلم ان جلبها كان لاستعمالها بصفة مؤقتة خلال الفوضى التي كان عرفها النقل الحضري بسلاوالرباط و تمارة عند تفويت النقل الحضري لشركة «استاريو»التي كانت تنتظر تسلم الحافلات الجديدة المستوردة من الصين. وبعيدا عن الحالة الميكانيكية لاسطول «استاريو» ، فإن الكثير من الخطوط تعرف نقصا حادا في عدد الحافلات المخصصة لها ، الشيء الذي يجعل المواطنين ينتظرون لأوقات طويلة قدوم الحافلة ، والتي تكون غير قادرة على حمل المزيد نظرا لتكدس الركاب داخلها. هذه المعاناة جعلت النقل السري هو الملاذ للكثير من المواطنين بالرغم من خطورته ومن استغلال بعض أصحابه الفرصة لارتكاب أعمال السرقة والاعتداءات على المواطنين .والى متى ستبقى ولاية الرباط تغمض عينيها على مشكل خطير ، لأنه مرتبط وبشكل كبير بعلاقة الموظفين بإداراتهم ،وبالعمال ومشغليهم ،وبالطلبة وكراسي التحصيل ، وهي علاقة أصبح فيها الكثير من التوتر، وعدم التفهم، لأن تكرارها طال ، وهناك من المسؤولين من أصبح يردد «إنما للصبر حدود».