كانوا يحلمون بموسم دراسي متميز هذه السنة أو هكذا تمنوا، فاستعدت الأطر التربوية والإدارية وكذا التلاميذ لاستقبال هذا الموسم منتظرين ما يميزه، لاسيما بمنطقة أيت سدرات الجبل السفلى. الثانوية الإعدادية، هي مسمى غير موجود على أرض الواقع.. هذه «المؤسسة» من المقرر أن يكتمل بناؤها وتستقبل أفواجا من المتعلمين من شتى الدواوير«القرى» التابعة للجماعة، مبادرة توسم فيها الجميع خيرا ، خصوصا وأن أقرب ثانوية تبعد عن الجماعة بحوالي25 كلم، ولكن مع مرور الشهور والسنوات بدأ الإحباط واليأس يدب في النفوس، بعد الوعود والآمال لم تر هذه المؤسسة النور إلى يومنا هذا، والكل يرمي بالكرة في ملعب الآخر محملا إياه المسؤولية. قد يتساءل البعض، أين إذن يدرس تلاميذ هذه المنطقة؟ الحكاية تعد من أغرب الغرائب ، حيث تم تجميع التلاميذ في أقسام بالمدرسة المركزية لمجموعة مدارس أيت ايدير بنفس الجماعة، من أغرب الغرائب لأننا كنا نرى ثانويات تجمع بين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي ولم نر في حياتنا الدراسية أبدا مدرسة ابتدائية تضم ثانوية أو إعدادية، اختلاط صغار بمراهقين مما يؤثر حتما وبشكل سلبي على التنشئة السليمة للأبناء. نقطة ثانية ميزت هذا «التخبط» في التسيير والتخطيط الجديد، وتتعلق بالنقص في الأطر التربوية بالمؤسسة التعليمية الشبح مما اضطر المسؤولين ( الأكاديمية، النيابة، الجماعة...) إلى البحث عن حلول ترقيعية لا هم لهم بها إلا إرضاء أصحاب القرار ولو على حساب الأستاذ والتلميذ، فكان من هذه الحلول جمع التلاميذ في أقسام مكتظة واللجوء إلى استغلال حمام الجماعة كبديل للثانوية، ولا نكاد ننتهي من مشكلة حتى تبرز للسطح مشاكل أخرى، من أبرزها سوء المسالك من وإلى المؤسسة، ومن بعد المدرسة عن تلاميذ وتلميذات القرى المجاورة، بالإضافة إلى غياب حافلة للنقل المدرسي ، باستثناء المبادرة اليتيمة لإحدى الجمعيات التنموية بتوفير حافلة صغيرة ، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، فمشكل النقل مازال مطروحا وبحدة خاصة مع تزايد عدد الملتحقين بالثانوي الإعدادي موسما بعد آخر. فمتى سيستفيق المسؤولون وأساسا مسؤولو الجماعة القروية لأيت سدرات الجبل السفلى، الذين لا هم لهم إلا الاهتمام بمصالحهم الخاصة والاستهتار بمشاعر السكان . أيعقل أن تبقى مؤسسات تعليمية بهذه المواصفات في ظل البرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم؟ تلكم هي الثانوية الإعدادية «المؤسسة التعليمية الشبح» بجماعة أيت سدرات الجبل السفلى التي ابتليت بلعنة استهتار المسؤولين ولا مبالاتهم ووقوفهم في موقف المتفرج، فرجة ممتعة أيها السادة !